wamadat280118

ومضات: بمصافحة القتلة وبيع التضحيات يزعم الوفد المفاوض نصرة ثورة الشام

 

من المعروف أن المجتمع الدولي الكافر وعلى رأسه أمريكا، منذ نشأتهم وهم يحاربون الإسلام والمسلمين، ابتداء من فلسطين إلى أفغانستان وصولا إلى العراق وسوريا. ومن المعروف أيضاً أن قضايا المسلمين تباع عن طريق المفاوضات، التي يقودها هذا المجتمع الدولي الكاذب فمن مؤتمر كامبد ديفيد إلى أوسلو والطائف, وصولا إلى جنيف والرياض وأستانة وسوتشي. كل هذه المؤتمرات بل المؤامرات تباع فيها قضايا المسلمين... وصدق من قال: "مابين جنيف وأستانة تباع قضايانا". فكل من ذهب وشارك بهذه المؤتمرات سواء لم يعلم ذلك وهذه مصيبة، أم كان ذلك بمعرفته وعلمه فالمصيبة عند ذلك أعظم، فهو يشارك في بيع قضايا الأمة، ولن نحسن الظن بمن يتاجر بمعاناتنا وتضحياتنا ودماء شهدائنا.

ماذا يمكن أن يكون من يحتكم لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويلتزم بقوانينهم ودساتيرهم الوضعية، بل يسعى إلى تنفيذ مخططاتهم بحذافيرها، وهو أداة من أدوات الحل السياسي القاتل الذي يراد فرضه على أهل الشام، والله سبحانه يقول: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) (النساء 60). وصدق الله تعالى فقد رأينا كيف أن شياطين الإنس والجن أضلوا كل من ذهب وفاوض، وقد كانوا يعدونهم ويمنوهم. (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا). فقد ضاعت فلسطين وضاعت العراق وتم تقسيم السودان عن طريق المفاوضات... وهاهو النظام في سوريا يستعيد المناطق واحدة تلو الأخرى بفضل الهدن والمفاوضات الآثمة!!، فهل يجهل رئيس الوفد المفاوض (الحريري) وغيره من المفاوصين أن أمريكا سلمت القدس لليهود؟ هل يجهل الحريري وغيره أن روسيا ارتكبت المجازر بحق المسلمين ولازالت ترتكب المجازر اليومية بحق المسلمين في سوريا؟؟ فكيف يجتمعون بهؤلاء القتلة ويصافحونهم، والابتسامات تعلو وجوههم، في الوقت الذي ترتكب طائرات روسيا المجزرة تلو المجزرة بحق أهلنا! هل يجهل الحريري وغيره أن الدول كلها تآمرت على ثورة الشام حتى دول الجوار التي أغلقت الحدود في وجه اللاجئين فماتوا على الحدود التي تحميها تلك الدول وتحافظ عليها بأمر من الغرب الكافر؟؟

وبعد كل هذا يريدون منا أن نحسن الظن بهم ونصفق لهم، وهم ينفذون ما يطلبه منهم أعداؤنا!!.

صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال: (لايلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين). فكم لدغنا من جحر المجتمع الدولي الكاذب... وكم لدغنا من حكام الخيانة... وكم لدغنا من المفاوضات ولازلنا نسير خلفهم ونبتغي عندهم العزة!!.

وإن طلبت من هؤلاء أن يقطعوا العلاقة مع الخارج، ويلتفتوا إلى ربهم وأمتهم يقول الذين في قلوبهم مرض لسنا قادرين على المواجهة ويجب أن لانستعدي العالم... بل يجب أن نداريه وننفذ ما يطلبه. وكأن العالم يقدم لنا الورود والأزهار وكأن العالم ليس شريكا في قتلنا وسفك دمائنا!!. قال تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة 52).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبد اللطيف الحريري أبو جرير