wamadat010318

ومضات: هدن العار لإنقاذ الجزار

 

ما يهدف إليه المجتمع الدولي من المطالبة بالهدنة في الغوطة، والإعلان عنها، ليس لأن مناظر الأشلاء المتناثرة على أرض الغوطة نتيجة القصف البربري لنظام الإجرام، وحالة التدمير والخوف والهلع الذي يصيب أطفالنا وأخواتنا في الغوطة قد أثر فيه فحرك بقية من إنسانية. بل يقوم بمثل هذه المسرحيات المبكية ليمثل دور الإنسانية المزيفة التي يدعيها، وليقوم بامتصاص حالة التذمر من مواقفه المؤيدة لهذه الجرائم، بل والمباركة له.

ومن أجل تخفيف الضغط والاحتقان الحاصل بين الأوساط الثورية، بسبب ما يحصل من جرائم في الغوطة، بعد الهجمة البربرية الشرسة عليها... هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فهذه الهدن المطروحة هي وسيلة لإيجاد شرخ بين فصائل الغوطة، وذلك عندما يتم تصنيفها إلى فصائل "معتدلة ومتطرفة"، ويتم الترويج بأن هذه الجرائم هي بسبب وجود تلك الفصائل "المتطرفة" هناك، وتحريض الفصائل "المعتدلة" لمحاربتها أو إخراجها، متوهمين أنهم بإخراج تلك الفصائل يكونون قد سحبوا ذرائع القصف الهمجي عليهم. متناسين أن هذه التجربة يتم استنساخها في أكثر من مكان وأن القصف والتدمير يطال جميع من في الغوطة "معتدلين" و"متطرفين" حسب زعم أعداء ثورة الشام.

لقد عجز نظام السفاح في دمشق، ومن يسانده من مليشيات الإجرام، أن يكسروا إرادة أهلنا في الغوطة، أو أن يحققوا نصرا ذا بال على ثوارها، لذلك وبعد تثبيت معظم الجبهات بما يسمى "مناطق خفض التصعيد" التي تهدف بالدرجة الأولى لحماية نظام السفاح، وتمنع الثوار من مناصرة إخوانهم، بذريعة التزامهم بخفض التصعيد.

بعد ما ذكرنا ومن أجل القضاء على الثورة المباركة في فسطاط المسلمين "الغوطة" كان التوجه لاستخدام كل أشكال القصف واستهداف الحاضنة الشعبية مترافقا مع دعاية كبيرة للتأثير على معنويات الثوار، وعلى معنويات أهلنا الصابرين في الغوطة.

وحتى تكتمل خيوط المكر فإنهم أبقوا أبواب هدن الاستسلام والإذعان مفتوحا وصوروا أنها المخرج الوحيد الممكن لما يعانيه أهلنا المحاصرون وهم تحت حمم الموت.

 

هكذا هي دول الإجرام ومنظمات العار، كلهم شركاء يتقاسمون الأدوار للقضاء على ثورة الشام. وكل ذلك ليصرفونا عن طريق خلاصنا الحقيقي، الذي لا خلاص لنا ولا فوز إلا به، ألا وهو الاعتصام بحبل الله وحده وتبني المشروع الذي يرضي الله عز وجل وقطع العلاقة مع الدول المتآمرة، واتخاذ قيادة مخلصة واعية من أبنائنا وإخوتنا، لنمتلك عندها قرارنا، ونحقق نصرنا بعون الله العزيز الحكيم.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
أبو ذر الحمصي