777

ومضات قرآنية: وجوب أخذ منهج الله وشرعه بقوة

 

قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة : 63].

الشرح:

في هذه الآية إشارة من الله سبحانه وتعالى إلى وجوب أخذ منهجه وشرعه ووحيه بقوة، والآية تتحدث عن بني إسرائيل وما طلبه الله منهم من الأخذ بالتوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام وحياً سماوياً وشرعاً ومنهاجاً للحياة.

وفي هذا الصدد يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله عند حديثه عن الآية:" إن الإنسان يأخذ بقوة ما ينفعه في حياته الدنيا، ومن طبيعة مناهج الله أن تُؤخذ بقوة لأنك لابد أن تفهم أنها ما جاءت لك إلا بالخير، فإن كنت حريصاً على حب الخير لنفسك فعليك بأخذ ما جاء بالكتاب بقوة، فخذه بقوة ويقين لتعطي ما أخذت بقوة ويقين أيضاً".

وهذا حال المسلمين الأوائل عندما أخذوا الوحي بقوة والمتمثل بالكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس فتبنوا منهج الإسلام وشريعته كنظام شامل للحياة فأخذوه بقوة وطبقوه بقوة فأمدهم الله بقوة فوق قوة حتى سادوا الدنيا وحكموها بقوة الفكر والعقيدة وعدل الإسلام وشرعته لا بالقوة العسكرية الباطشة أو الظالمة والمستبدة كما تفهم بعض الجماعات الإسلامية اليوم قوة الإسلام وسلطانه وهو فهم مغلوط بلا شك قد كان له أثر سلبي كبير على الأمة الإسلامية عاد عليها بالويلات والمصائب.

الأخذ بالكتاب بقوة يعني اليوم بالنسبة لأمة الإسلام هو تطبيق الإسلام وعدم التنازل عن شيء منه بسبب الضغوطات الدولية أو لعدم سماح المجتمع الدولي بتطبيق الإسلام أو تشييد صرح دولته العتيدة.

فإن لم نأخذ الكتاب بقوة بقينا ضعفاء وبقينا كالأيتام على موائد اللئام تتكالب علينا أمم الكفر وعملاؤهم من الحكام المجرمين الذين يستصغرون قوة الأمة ويتمادون يوماً بعد يوم بغيهم، لكن غداً لناظره قريب عندما تعود الأمة للتمسك بكتاب ربها وشرعة إسلامها ففي ذلك العزة والقوة في الدنيا والنجاة من غضب الله في الآخرة.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني

للاستماع للتسجيل: