press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat180518000

ومضات: الحل..

 

يتساءل البعض: كيف سأحيا في مجتمع ربوي بلا ربا؟

الحقيقة أن الذي يستحق الوقوف عنده ليس هذه النقطة بالذات، بل ما يجب الوقوف عنده هو العقلية التي يتم اتباعها في محاكمة الأمور.

فهذه النقطة هي فعلا مجرد نقطة من بحر كبير متلاطم الأمواج، ذلك أن هناك مشكلتين أساسيتين تعاني منها الأمة عامة والمشايخ خاصة:

-المشكلة الأولى: هي الإغراق في التعايش مع الواقع الحالي بدل العمل على تغييره، وبدل بذل الجهود لقلبه من حالة الحكم بغير ما أنزل الله إلى الحكم بما أنزل الله، ومن حالة الركون للمجتمع الدولي وللقانون الدولي إلى حالة تغيير المجتمع الدولي وتغيير القانون الدولي.

وهذا الإغراق في التعايش مع الواقع جعل الناس عامة والمشايخ خاصة تبحث عن حلول إسلامية لمجتمع يعيش تحت أنظمة لا تحكم بالإسلام وهذه هي الطامة الكبرى.. فالإسلام كل متكامل، لا يقبل التجزئة ولا التبعيض، وقد ذم الله تعالى من فعل ذلك فقال (كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) [الحجر : 90- 91].

ومعنى عضين أي عدة أعضاء متفرقة، يأخذ كل امرئ منهم العضو الذي يعجبه ويناسبه

 

-وأما المشكلة الثانية والتي هي من جنس الأولى: ذلك أن عقلية التعايش مع الواقع بدل العمل على تغييره ، أنتجت العقلية الترقيعية للواقع وإضفاء الشرعية عليه، والتي كرّست ورسّخت فكرة جعل المصلحة مقدمةً على شرع الله، فصار يتم شرعنة تغيير شرع الله باسم المصلحة، وتدمير شرع الله باسم المصلحة، والالتفاف على شرع الله باسم المصلحة، والتخلي عن شرع الله باسم المصلحة، وتحليل الحرام باسم المصلحة، وتحريم الحلال باسم المصلحة، والحكم بغير ما أنزل الله باسم المصلحة، والتحاكم إلى الطاغوت باسم المصلحة.

هذه العقلية المدمرة لن تستوعب الحلول الجذرية، بل همّها البحث عن حلول ترقيعية، تضفي على الواقع لبوساً إسلامياً مهما كان مخالفاً للإسلام ، فهي ستقف عند كل صغيرة وتريد من الإسلام أن يوجد لها حلاً ضمن هذه المنظومة الدولية العالمية.. وسيقف الإسلام عاجزاً عن المجيء بالحل، لا لأنه عاجز فعلاً، بل لأنه يطلب من الإسلام أن يوجد حلولاً للمشاكل في ظل دول هي أصلاً تعلن الحرب على الاسلام أصلا وتعتبره خطراً عليها.

 

لأجل هذا فمن أراد حلاً إسلامياً لأية مشكلة، فعليه أن يسعى إلى الإطاحة بالأنظمة الحاكمة الحالية التي لا تحكم بما أنزل الله، ليقيم بدلاً عنها خلافة تحكم بما أنزل الله. وهناك ستجد أن الامة ستقوم بحل المشاكل بشكل طبيعي وعفوي سهل وسلس ومن دون تعقيدات، وهذه الحلول على أساس الإسلام، والإسلام وحده فقط ولا شيء معه

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أ. معاوية عبد الوهاب