press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat190518

ومضات قرآنية: وجوب الحكم بين الناس بعدل الإسلام

 

قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) [النساء:58].

 

الشرح:

في هذه الآية الكريمة يؤكد الله سبحانه وتعالى على وجوب حفظ الأمانة وتأديتها لأصحابها وأهلها سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين، ثم يعطف الله سبحانه وتعالى على ذلك بوجوب الحكم بالعدل، والعدل والإسلام أمران متلازمان لا يفترقان، فلا عدل بغير حكم الإسلام وتطبيق أنظمته التي هي من الله، لذلك أخطأ من قال بأنه قد يكون الحاكم عادلاً وهو يطبق غير الإسلام، واستدل بعضهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن النجاشي حاكم الحبشة بأنه لا يظلم عنده أحد، بأن ذلك يقتضي بأنه عادل في حكمه وهذا غير صحيح، فمجرد وصفه في هذه الجزئية ونفي الظلم عنه في معاملة الرعية لا يقتضي أن يكون حاكماً عادلاً في عموم حكمه.

فإذا نظرنا إلى بلاد الغرب الآن فإنه يسمح حسب نظام الحريات المتبنى في الدول الرأسمالية، بأن يمارس المسلمون شعائرهم بدون مضايقات فيصلون ويجتمعون في المساجد ويلبسون لباسهم الشرعي في كثير من الدول التي تحكم بالكفر بدون مضايقات، فهل يمكن في ظل هذا الواقع أن نطلق على حكام تلك الدول بأنهم حكام عادلون؟!

إن واقع مراد النبي صلى الله عليه وسلم أنه أراد المقارنة بين حاكم الحبشة وحكام قريش الذين كانوا يضيقون الخناق على المسلمين ويمنعونهم من إظهار أبسط الشعائر الإسلامية بل كانوا يحاولون جاهدين دفعهم إلى الارتداد عن الإسلام والعودة إلى الشرك وعبادة الأصنام.

لذلك جاء الحديث في سياق طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة الهجرة إلى المدينة فراراً من بطش قريش وقد حدد لهم وجهة هجرتهم بأن تكون إلى الحبشة معللاً ذلك بأن ملكها لن يظلمهم ولن يبطش بهم كما فعلت قريش، وإن كان ملك الحبشة يحكم بغير ما أنزل الله وإن كانت بلاده دار كفر كما هو واقع مكة المكرمة في ظل حكم قريش.

ومثل ذلك العبارة التي انتشرت عند كثير من الكتاب المعاصرين وهي أن "الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة" فهي عبارة غريبة وعجيبة في تناقضها فكيف تكون كافرة وعادلة بنفس الوقت وهل مع تطبيق الكفر عدل؟! ومن ثم كيف ينصر الله الدولة الكافرة وعلى من ينصرها؟

لا شك أن هذه العبارة والتي كثيراً ما نسمعها من المؤيدين للأنظمة العلمانية القائمة في بلاد المسلمين، المراد منها إضفاء نوع من الشرعية على الدول التي تسمي نفسها إسلامية، وتحارب الإسلام فهي برأيهم عادلة وإن كانت توصف بالكافرة كونها أقصت حكم الإسلام!

والخلاصة لا عدل إلا بتطبيق الإسلام تطبيقاً شاملاً لجميع نواحي الحياة في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة فبها يسعد المسلم وغير المسلم ويعيشون الحياة الهنيئة الرغيدة، ونحن نتكلم عن واقع ملموس عرفته البشرية على امتداد قرون من الزمان في حين كان الغرب الصليبي في تلك الحقبة يعيش العصور المظلمة تحت وطأة حكام يمارسون أشد أنواع الظلم ضد شعوبهم المقهورة.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني

للاستماع للتسجيل: