wamda220518

ومضات قرآنية: لا يجوز التدرج ولا الحكم ببعض الإسلام

قال تعالى: { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:49-50].

الشرح:

يأمر الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحكم بين الناس بالوحي وبحكم الإسلام وألا يتبع أهواءهم أي ألا يحيد عن ذلك ويتبع أهواء البشر الذين قد لا تقنع عقولهم بتشريعات الله، فكل رفض لحكم الإسلام هو اتباع للهوى ولخطوات الشيطان، ثم حذر الله سبحانه نبيه الكريم ألا ينساق حتى للتخلي عن بعض الإسلام أو أحكامه في سبيل إرضاء هؤلاء المغرضين من أصحاب الأهواء والضلالة.
وأشباه هؤلاء موجودون في عصرنا وبعضهم من أبناء جلدتنا يتكلمون بلغتنا ويدعون أنهم على دين الإسلام، ورغم ذلك يدعون إلى التخلي عن بعض أحكام الإسلام المتعلقة بالسياسة والدولة بحجة عدم استعداء الغرب وبحجة جواز التدرج في الإسلام!
إن الحكم ببعض الإسلام والحكم ببعض الكفر هو في الحقيقة حكم بالكفر وليس حكم بالإسلام ولا يجوز تحت أي ذريعة كانت التخلي عن شيء من أحكام الإسلام ولو كان حكماً واحداً.
ثم أتبع الله سبحانه وتعالى في الآية التالية: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ). فليس هناك أفضل ولا أحسن من حكم الله فمن فضل حكم البشر والقوانين الوضعية على قوانين الله فقد كفر بالله وبدين محمد، وحتى لو ساوى بين حكم الله وحكم البشر خرج عن دين الإسلام باتفاق العلماء.
فكل حكم غير حكم الإسلام هو من أحكام الجاهلية ولو ادعى الأفاكون أنه من الحداثة والتطور في القوانين، ومن يمزج الكفر بالإسلام بحجة التدرج هو كذلك يطبق الجاهلية ويشرعن تطبيق الكفر تحت مسمى المصلحة والمفسدة التي هي فكرة خبيثة تعني بالمحصلة هدم الدين من أساسها وتمييع أحكامه لموافقة أهواء الغربيين.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ـ ولاية سوريا
أحمد صوراني

للاستماع للتسجيل: