wamda230518

ومضات قرآنية: اليأس مرض لا يصيب المؤمنين

قال تعالى: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" يوسف (87)).

الشرح:

هذه الآية هي جزء من كلام يعقوب عليه السلام لبنيه عندما قال لهم: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) فهو يحثهم على أن لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يرومونه ويقصدونه فإنه لا يقطع الرجاء من الله إلا القوم الكافرون.
وهذا ينطبق في كل أحوال المؤمن وفي كل أعماله، فالواجب في حقه وهو ينفذ أوامر الله وينتهي عن نواهيه أن لا يقطع رجاءه بالله، فأهل الشام اليوم وهم في طريقهم لإسقاط النظام يجدون أن أبواب الشرق والغرب تُوصد في وجههم، فعليهم أن يلجؤوا لباب الله ولا ييأسوا وهم يطرقونه ويطلبون النصر منه وحده.
فقد بات مُدركاً أن كل أبواب البشر هي أبواب وهمية لا تُقدم ولا تُؤخر، وعلى المؤمن أن ييأس من هذه الأبواب فلا يطرقها، ولا يسلك لها طريقاً، ويتخذ طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقاً له، ويُصرّ عليه ويثبت عليه، مهما كانت العقبات والصعوبات، فالمؤمن دائم الثقة بربه، معتزٌّ بما يحمله من عقيدة راسخة، لا يهون ولا يضعف ولا يستكين، كل ذلك استجابة لأمر الله تعالى (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) يوسف(139).

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
منير ناصر

للاستماع للتسجيل: