هل ثورة الشام ثورة جياع

 

عندما انطلقت شرارة الثورة في درعا كانت انتصارا للكرامة ورفضا للظلم الذي مارسه نظام العمالة في دمشق على زمن الأب والابن المجرمين.
وعندما حاولت بثينة شعبان تصوير الثائرين بأنهم يطالبون بمجرد إصلاحات معيشية رد عليها المتظاهرون بهتاف مشهور (يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان).

ثم ما لبثت أن تحولت ثورة الكرامة إلى ثورة إسلامية بلورت ثوابتها وحددت أهدافها بإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام وكان شعارها منذ البداية (هي لله هي لله) و (قائنا للأبد سيدنا محمد)
ولذلك توافقت الدول الرأسمالية وعلى رأسها أمريكا والدول الإقليمية الوظيفية للقضاء على ثورة الشام والتنكيل بأهلها بالقتل والتهجير وتدمير القرى والبلدات.

ولا يخفى على أحد ما قدمه أهل الشام من تضحيات وشهداء طيلة السنوات الثورة الماضية وصبرهم وثباتهم على ثورتهم وتمسكهم بمبادئها وثوابتها، ما أزعج وأرعب الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا فأوعزت إلى أدواتها من الدول الإقليمية العدوة منها ومن ادّعت صداقة الثورة بأن يقوم كلٌّ بدوره من قتل وقصف تشريد وتضييق لإيصال الناس إلى قمة المعاناة واليأس من الانتصار لإخضاعهم للحل السياسي الأمريكي الذي ظاهره الرحمة وعودة الناس إلى منازلهم وتخلصهم من حياة النزوح، وباطنه العذاب من عودة إلى حكم الظلم والقهر وانتهاك الأعراض وما اغتصابات النساء في خان شيخون وغيرها وما يحصل في حوران وكناكر إلا خير مثال لما ينتظر الراضين بالحل السياسي الأمريكي.

ويأتي ما تقوم به حكومات التسلط والجباية في المحرر من تضييق وظلم وغلاء بسبب الاحتكارات ليكمل حلقات التآمر على حاضنة الثورة وخاصة الذين هجروا من بلداتهم وقراهم.
إن التضييق حتى في أبسط أمور العيش بالإضافة للتسلط الأمني هو سياسة متبعة لإخضاع الحاضنة وجعل تفكيرهم منصب على تحصيل متطلبات العيش ولو في حدودها الدنيا فيرضون عندها أن يتحول أبناءهم المقاتلين إلى مرتزقة يأخذهم "الصديق" أردوغان للقتال في ليبيا واليمن وأذربيجان ليثبت زور عبارة أن (الأخوة ليس لها حدود)!!.
وكل ذلك لتفريغ الساحة من المقاتلين وصرفهم عن ثورتهم وتشويه صورتهم بتحويلهم إلى الارتزاق.

ورغم كل هذا الكيد والتآمر والمعاناة نرى حاضنة الثورة تتطلع إلى جهة مخلصة تعمل لتحقيقة ثوابتها وأهدافها وتتفاعل مع كل حدث يقربها من تطلعاتها.
وكل ذلك الثبات رغم هول التآمر وكثرة المتآمرين يدل بشكل واضح على أن ثورة الشام وثوابتها قد ترسخت في نفوس أبنائها الذين تحدوا سلاح الجوع كما تحدوا سلاح القتل.
إننا ندرك أن أعداءنا لن يدخروا خطة للقضاء على ثورة الشام إلا واتبعوها لأنهم يخوضون معنا صراعا مصيريا.
وما علينا إلا أن ندرك حقيقة صراعنا ونتمسك بثوابتنا متوكلين على ربنا معتصمين بحبله المتين لنكون من الفائزبن، وإن ذلك قادم قريبا بإذن الله.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الرزاق المصري