press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

نواميس الثوراتpng

 

عانت ثورة الشام على مر سنوات مضت الكثير الكثير، وليس ما يمر عليها اليوم وما تعانيه من ضغط على جميع الصعد إلا حلقة جديدة مما مر عليها.
ولكن الشيء المبشر والذي يبعث الأمل ويدفع لبذل المزيد من الجهد هو حيوية الناس واستمرار حراكهم الثوري، يدفعهم لذلك وعيهم وعقيدتهم التي كانت المحرك لهم طيلة السنوات الماضية من عمر الثورة.

ولكن يتسآل الكثيرون عن سبب تأخر النصر أو عدم الوصول إلى الغاية، بل وتعثر مسيرة الثورة وانحسارها إلى مساحات ضيقة يخشى الناس فيها على أنفسهم.
إن من نواميس الثورات وقوانين انتصارها، أنها إذا فقدت قرارها وسلمته لمن يتآمر عليها بسبب فمن الطبيعي أن تشهد انتكاسا وتراجعا وهذا ما حصل لثورة الشام.
وكذلك فالثورة في الشام لن تنتصر بحجمها ولا بقوتها ولكن تنتصر بصدق توكلها على الله وانضباط الأفكار التي تحملها والتي في أغلب الأحيان تكون ضمن المشروع المقدم من قبل من ترأس الحراك أو تبناه سياسياً وهو الجهة الذي أخذت على عاتقها السير بيد الناس إلى الانتصار وتحقيق المشروع.

إن من أبرز المواقف المرتبطة بضرورة وجود الأفكار وأنها المقوم للثورة والموجه لها تجربة خاضها المؤمنون في غزوة حنين حيث لم ينفعهم العدد ولم تدفع عنهم العدة، والشيء الوحيد الذي قلب معادلة المعركة وحوّل خسارة المسلمين إلى انتصار هو عقيدتهم وما ينبثق عنها من مفاهيم إيمانية، فعندما أعجبتهم كثرتهم واغتروا بقواهم انهزم جيش المسلمين وعندما عادوا إلى المفهوم الصحيح (وهو نصرة الله ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم) والتوكل على الله والتمسك بعهده تحقق النصر العظيم، ليترسخ مفهوم أن الله سبحانه هو الناصر.

وفي معركة أحد كانت ضريبة مخالفة الرماة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم كبيرة، خسارة المعركة بعد التقدم في بدايتها، واستشهاد سبعين من الصحابة رضوان الله عليهم وعلى رأسهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب.

لذلك فنحن اليوم بحاجه ماسة وضرورية إلى تصحيح مسار ثورتنا واستعادة قرارنا والاعتماد على أنفسنا والتوكل على الله وحده وقطع حبائل ما سواه، وتبني مشروع الإسلام الذي يرضي ربنا ويحقق عزنا وخلاصنا الحقيقي، وبغير ذلك ستغرق سفينة ثورتنا وتضيع جميع تضحياتنا، فهل ندرك ذلك قبل فوات الآوان!؟


للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
محمد الدلي أبو حمزة