press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

وقفة بين أمراض الجسد وبين أمراض الأمة

 

يقول تعالى: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يشفين ).

إن مما لا شك فيه أن الأمة الإسلامية تعيش في هذه الأيام أشد وأقسى الظروف في كثيرٍ من النواحي، وإن أردنا أن نحصي الأمراض التي تعاني منها الأمة فسنجد الكثير، ويبقى أخطر مرض تعاني منه أمة الإسلام هو بعدها عن تحكيم شرع ربها في واقع حياتها، وكذلك تخليها عن واجبها في حمل رسالة الإسلام للبشرية، رسالة هداية ونور، ومنهج حياة يحقق خلاص البشرية جمعاء.

وما سبق لم يكن له تأثير على مكانة الأمة وواقعها فقط، بل أثّر حتى على علاقات الناس اليوم ومعاملاتهم أيضا، فغابت الاختراعات واندثر الإبداع، وحتى غابت أخلاق التعامل الإنسانية التي أوجبها الإسلام علينا.

لذلك لم يكن غريبا أن نجد المحتكرين والمستغلين والذين اتخذوا من ثورة الشام سُلّما يتسلقونه لتحقيق مصالحهم الشخصية وإشباع مطامعهم ونزواتهم فتحول المسؤول إلى متسلط، والحكومة إلى دائرة جباية.
وليس هذا فحسب بل حتى بعض من يجب أن تطغى عليهم صفة الإنسانية ممن هم في مجال التطبيب والعلاج، يظهر عليهم صفة الجشع المادي، ومعاملة الناس بفوقية وتكبر، ونرى زمن المحسوبيات قد عاد من جديد، وكأننا في عصور ما قبل الثورة.

إن كل هذه الأعراض المرضية التي تظهر في الأمة ليس لها إلا علاج واحد، هو الحل الجذري الوحيد الذي ينقذ أمتنا وينقذ ثورتنا ويصحح حالنا، ألا وهو التمسك بالمشروع الذي ينبثق من عقيدتنا، والعمل بكل جد وإخلاص من أجل تحكيمه في واقع حياتنا وإقامة الدولة التي تعمل على تطبيقه على رعاياها وتحمله إلى غيرها من الشعوب، وفي ذلك فقط خلاصنا وعزنا ورضا ربنا.

فالله الله في أنفسكم أيها الناس، الله الله في ثورتكم، فإن الخطر عظيم والمصاب إن لم نتدارك أنفسنا كبير.

 

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إسماعيل أبو الخير