press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣٠١ ١١٥١٥٣

 

عندما قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)
بيّن لنا الله عز وجل لنا أن الإعداد الذي كلفنا به هو قدر استطاعتنا وأنه علينا أن نحرص أن يكون ما نعده يحقق إرهاب العدو ومن يقف خلفه منا، فلا يجرؤ على التعدي على دار الإسلام وبيضة المسلمين، أما النصر فهو بيد الله وحده وليس مرتبطا بالاعتبارات المادية فقط.

لكن هذا الإعداد و تلك القوة ليست للاستعمار ونهب الخيرات والثروات كما نرى اليوم من تنافس بين دول الاستعمار على منابع النفط وغيرها من الثروات، إنما لتحقيق الرهبة في قلوب الأعداء حتى يتسنى لأمة الإسلام أن تحطم الحواجز المادية أمام انتشار الدعوة في العالم لتحول البلاد المفتوحة إلى دار إسلام، وتحكم بأنظمته حتى يرى الناس عدله وحسن رعايته فيؤمنوا به ويستجيبوا لدعوته وفي ذلك حياتهم ونجاتهم. فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)

فإرهابنا لأعداء الله يعطيهم فرصة التعرف على مبدأ الاسلام الذي يحييهم، ولا نطمع بهذه القوة المعدة أن نقتلهم إنما نطمع لهدايتهم، فنحن نرهبهم لنحييهم. أما هم فقد جعلوا كذبة محاربة الإرهاب شماعة لقتل المسلمين والتنكيل بهم، وبث الرعب في قلوب المسلمين حيث ما وجدوا،
فهم ما وضعوا مصطلح "الإرهاب" إلا لاتخاذه ذريعة لشن حروبهم واستخدام كل مكرهم وبطشهم من أجل القضاء على الإسلام وأهله ومحاولة منع عودة الخلافة الثانية على منهاج النبوة.

فلم يدخروا جهدا في محاربة الإسلام والمسلمين بحجة محاربة الارهاب، وإن كثيرا من المسلمين يصدقون ادعاءات الغرب الكافر بأنه يعادي نوعا او شكلاً فقط من أشكال الإسلام وأنه لا يعادي الإسلام والمسلمين كلهم، مما حمل بعض المسلمين على تسمية أنفسهم بأنهم مسلمين معتدلين وهم لا يدركون أن هذه الفكرة هي لشق صفهم وإضعافهم أمام عدوهم،
فالغرب الكافر لا يفرق بين مسلم متطرف أو معتدل إنما هي أسماء أطلقها ليفرقنا ويشق صفنا ليسهل عليه القضاء علينا ويستخدم بعضنا ضد بعض.

وإن ما نراه كل فترة من إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم والاستهزاء بالمقدسات ومحاربة الشعائر الإسلامية وما يرافقها من حملات تشويه وتضليل فكرية لتدل دلالة واضحة على حقيقتهم، فأي نوع من الإسلام يعجبهم إذا كانوا يسيؤون لنبي الإسلام؟ وأي نهج للإسلام يرضيهم وهم يسيؤون لمن أمره الله ببيان نهج الإسلام؟ قال تعالى: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).

فحري بنا أن نعي على مكائد الغرب واهدافه، فمن كفر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لن يحبه ولن يحب أتباعه مهما قدموا من صور وأشكال، ومهما تملقوا وداهنوا، فالإرهاب في نظرهم هو الإسلام عينه، والإسلام في نظرهم يعني الإرهاب، فلا داعي لأن ننساق خلف خداعهم وكذبهم ومكرهم ويجب علينا أن نعلم علم اليقين أن مصطلح الإرهاب هذا ما وجد إلا لمحاربة الإسلام بغية إبعاده عن الحياة والدولة والمجتمع، وإن خلاصنا هو بالعمل على عودة الإسلام لواقع الحياة والدولة والمجتمع ولا يكون هذا إلا بالعمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).

فهلموا بنا لنعمل مع العاملين المخلصين لإقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، لنفوز بخيري الدنيا والآخرة، سائلين المولى عز وجل أن ينجز وعده لنا بالاستخلاف والتمكين فقد قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
سامر عيد