٢٠٢١٠٣٠١ ١٩٣٤٣٨

 

حدد حزب التحرير منذ نشأته هدفه وهو العمل لاستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة من جديد بعد أن هدمها الكافر المستعمر بالتعاون مع الخونة من أبناء الأمة، وذلك لتستعيد الأمة مكانتها بين الأمم وتنتزع زمام المبادرة من الدول والشعوب، فتعود سيدة الأمم تسوس وترعى شؤون البشرية جمعاء، وفق شرع الإسلام وأحكامه، بعد أن تصرع أفكار الكفر وأنظمته، وتضع الإسلام موضع التطبيق، لتخرج الناس من جور الأنظمة الوضعية إلى عدل الإسلام، وتملأ الأرض عدلا ورحمة كما مُلِئَت ظلماً وجوراً.

ولن يتحقق ذلك إلا بعد التوكل على الله حق التوكل و القيام بفرض العمل لإقامة الخلافة الإسلامية، وفق الطريقة الشرعية، طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذلك بعد العمل على تغيير الواقع الفاسد الحالي لمجتمعنا وجعله مجتمعا إسلاميا سليما، عن طريق الصراع الفكري لتغيير وتصحيح الأفكار الدخيلة التي زرعها أو حرفها أعداؤنا عن طريق حملاتهم الفكرية والتبشيرية لمحاربة الإسلام.
هذا الصراع الفكري يعيد لأفكار الإسلام نقاءها وصفاءها ليتشكل رأي عام عليها، يوجه حركة المجتمع، ويشكل الحاضنة الطبيعية لحملة الدعوة ويجعل أبناءه يضحون ويبذلون كل غالٍ ونفيس من أجل قضيتهم المصيرية، فتنضبط الأعمال بأحكام الشرع وتظهر المشاعر الإسلامية التي ترضى لرضا الله وتسخط لسخطه سبحانه، فتنشأ العلاقات الصحيحة الإسلامية التي تضبط علاقات المجتمع، ويصبح العمل لإقامة حكم الله وتطبيقه في ظل دولة خلافة راشدة مطلبا أساسيا له، وبذلك يتكون أحد الأركان اللازمة لبناء الدولة، فإذا ما تكاملت بقية الأركان وهي حملة الدعوة الذبن نذروا أنفسهم لبلورة هذا المشروع وهدفه والأنصار ممن بيدهم القوة الذين ينصرونه، ستقام بإذن الله دولة الإسلام وتعود إلى الوجود الخلافة على منهاج النبوة التي بشرى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهدمها الكافر المستعمر منذ مئة عام، وبذلك نعود خير أمة أخرجت للناس.

إن القيام بواجب العمل لإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة ليس مقتصرا على جماعة أو حزب أو فئة، بل هو مسؤولية جميع أبناء الأمة لذلك عليهم المبادرة للقيام بهذا الفرض والعمل مع العاملين الصادقين لبناء دولتنا وصرح عزنا وأمجادنا.

نسأل الله عز وجل أن يرينا ذلك اليوم الذي ترفرف فيه راية العقاب على كل بقاع الأرض في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.

 


========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي