press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣٠٥ ١١١٣٢٣

 

 

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
و ينكر الفم طعم الماء من سقم!!
بلى و الله، إذا أصاب الفكر وهنٌ ومرض، وتلوث الفكر بثقافة مشبوهة منثبقة عن المبدأ الرأسمالي القائم على فصل الدين عن الحياة
والتي انتشرت بين المسلمين حتى صارت كالوباء المستشري في جسد أمة الإسلام، وتم حرف أفكار الإسلام وتشويهها وزرع أفكار خبيثة في عقول أبناء الأمة، وعلى رأس هذه الأفكار التي تعرضت للتشويه والتغييب "فكرة الخلافة" وخاصة بعد أن تمكن من هدمها وفرض أنظمته على أبناء الأمة بعد أن مزقهم و أقام الحدود بين بلادهم.
فكانت هذه الأفكار السم الزعاف!

لقد سادت الأفكار العلمانية والديمقراطية النتنة وطغت على عقول وقلوب العباد، فبثت هذه الأفكار الغربية الغريبة الدخيلة في مجتمعاتنا الإسلامية اليأس والقنوط، وفقدت الثقة بأن حكم الإسلام هو الوحيد الذي تستقيم به دنيانا وآخرتنا.

لقد أصروا على تشويه معنى الخلافة ونفوا وجوب العمل لها، فصوروا الخلافة على أنها مرحلة وانتهت، وغيبوا عن العقول بشارات النبي بعودتها، وعودة الإسلام إلى سدة الحكم، وغرسوا الشك في نفوس المسلمين من إمكانية عودة الحكم بما أنزل الله، بل صوروا الخلافة على أنها وهم وحلم، وأنكروا ما جاء في الوحي وفي الأثر عن فرضية العمل لها، وعمدوا إلى تنشئة أئمة يأتمرون بأمر الغرب، ويغيبون ما قاله العلماء في الخلافة عن أذهان المسلمين،
ولنا أن نتوقف مع بعض أقوال العلماء ممن أثبتوا بأن الأمة لا يستقيم أمرها بلا إمام.

فقد قال أبو المعالي الجويني
"الإمامة: رياسة عامة، وزعامة تامة، تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا، متضمنها حفظ الحوزة ورعاية الرعية، وإقامة الدعوة بالحجة والسيف، وكف الجنف والحيف، والانتصاف للمظلومين من الظالمين، واستيفاء الحقوق من الممتنعين وإيفاؤها على المستحقين، فإذا تقرر وجوب نصب الإمام فالذي صار إليه جماهير الأئمة أن وجوب النصب مستفاد من الشرع المنقول”.

وقال ابن خلدون (في المقدمة): “إن نصب الإمام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين؛ لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة
أبي بكر رضي الله عنه وتسليم النظر إليه في أمورهم، وكذا في كل عصر من بعد ذلك ولم يترك الناس فوضى في عصر من الأعصار، واستقر ذلك إجماعا دالا على وجوب نصب الإمام”.

وقال ابن حجر العسقلاني (في فتح الباري): “وقال النووي وغيره: أجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف وعلى انعقادها بعقد أهل الحل والعقد لإنسان حيث لا يكون هناك استخلاف غيره وعلى جواز جعل الخليفة الأمر شورى بين عدد محصور أو غيره وأجمعوا على انه يجب نصب خليفة وعلى أن وجوبه بالشرع لا بالعقل”.

وقال النسفي (في العقائد): “والمسلمون لا بد لهم من إمام يقوم بتنفيذ أحكامهم وإقامة حدودهم وسدّ ثغورهم وتجهيز جيوشهم وأخذ صدقاتهم وقهر المتغلبة المتلصصة وقطاع الطريق وإقامة الجمع والأعياد وقبول الشهادات القائمة على الحقوق وتزويج الصغار والصغيرات الذين لا أولياء لهم وقسمة الغنائم”.

وقال عضد الدين الإيجي (في المواقف): نصب الإمام عندنا واجب علينا سمعا… وأما وجوبه علينا سمعا فلوجهين: الأول إنه تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأول بعد وفاة النبي امتناع خلو الوقت عن إمام حتى قال أبو بكر رضي الله عنه في خطبته ألا إن محمدا قد مات ولا بد لهذا الدين ممن يقوم به فبادر الكل إلى قبوله وتركوا له أهم الأشياء وهو دفن رسول الله ولم يزل الناس على ذلك في كل عصر إلى زماننا هذا من نصب إمام متبع في كل عصر… الثاني إنه فيه دفع ضرر مظنون وإنه واجب إجماعا. بيانه إنا نعلم علما يقارب الضرورة أن مقصود الشارع فيما شرع من المعاملات والمناكحات والجهاد والحدود والمقاصات وإظهار شعار الشرع في الأعياد والجمعات إنما هو مصالح عائدة إلى الخلق معاشا ومعادا وذلك لا يتم إلا بإمام يكون من قبل الشارع يرجعون إليه فيما يعن لهم”.

فهل بعد ذلك شك في فرضية العمل لإقامة الخلافة؟
و هل بعد ذلك يتردد المسلمون في العمل لها؟
والخلافة مما وعدنا به الله الذي لا يخلف الميعاد في قوله في سورة النور:
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)"

و من أصدق من الله قيلا؟
و من أصدق من الله حديثا؟

و قد بشرنا النبي - صلى الله عليه وسلم بالخلافة في الحديث "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت".
رواه أحمد

هذا قول الرسول الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم، فسارعوا إلى تحقيق وعد ربكم وبشرى رسولكم واعملوا مع العاملين لإقامة هذه الفرض العظيم، فرض إقامة الخلافة ففي ذلك عز الدنيا والآخرة.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
وفاء الخطيب