press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣٣١ ١٠٠٤٣٨

 

خرجت ثورة الشام من المساجد، وصدع أهلها بشعارات لم يصدع بها أصحاب الثورات في الربيع العربي، فكانت أبرز الشعارات "هي لله هي لله" "قائدنا للأبد سيدنا محمد".

ولن ننسى بداية الثورة كيف كان التلاحم والتراحم بين أهل الشام فإذا أجرم النظام في إدلب كانت تنتفض درعا لها وإذا أجرم النظام في حمص كانت تتألم حماه.

عندما رأى الغرب الكافر ثورة أهل الشام على عميله بشار، علم أن هذه الثورة عظيمة وأنها ضد المنظومة الدولية بشعاراتها القوية ((هي لله هي لله ولتطبيق شرع الله))، فسارع الغرب الكافر إلى إرسال رجالاته بالدعم المسموم وبدأ بزرع الفرقة بين أهل الشام بوصف هذا إسلامي وذاك علماني، علما أن أهل الشام هم على فطرة الاسلام، كما قال تعالى ((هو سماكم المسلمين))
فاستطاع الغرب التفرقة بين أهل الشام، وقام بحرف ثورة أهل الشام عن طريق المال السياسي القذر الذي أعمى قادة المنظومة الفصائلية، وعن طريق الألاعيب السياسية والمكر الذي مكره بأهل الشام وبثورتها، وكان لذلك أثر كبير وخطير على الثورة، حرفها عن مسارها وحول مقاتليها إلى مرتزقة، وذلك لأن من تصدوا لقيادة الثورة يفتقدون الوعي السياسي ولا يملكون مشروعا فكريا منبثقا عن عقيدة الإسلام، عقيدة الأمة ومنها أهل الشام، فلم يكونوا يملكون إلا شعارات عاطفية سرعان ما تخلّوا عنها أمام إغراءات المال والمناصب الزائفة.

فأصحاب الشعارات الإسلامية مثلا، تحولوا إلى أدوات تسلط وقمع بيد المتآمرين على ثورتنا ولم يبق لهم من هذه الشعارات إلا مساحيق خادعة ومظاهر كاذبة، لن يلبثوا أن يتخلوا عنها، فبدؤوا يقصرون لحاهم، في محاولة لإرضاء أمريكا وأدواتها، بداعي (المصلحة الشرعية) وما هي في حقيقتها إلا مصلحتهم الخاصة التي تاجروا بدماء الشهداء وتضحيات الحاضنة من أجل أن ينالوا مرتبة العبيد في ظل رضى المجتمع الدولي، ولن ينالوا ذلك أبدا.

لقد تحولوا إلى عصا غليظة بيد الدول الداعمة وتخلوا عن الجهاد وهادنوا النظام وقاتلوا الفصائل بحجج واهية، وتحول جهادهم من قتال النظام إلى ظلم وقهر أهل الشام.

لقد استطاع الغرب الكافر حرف بوصلة الثورة وتحويل قادتها إلى أجراء وأدوات لتنفيذ مخططاته للقضاء على ثورة الشام، ولكنه لم يتمكن بفضل الله تعالى، رغم كل الجهود المبذولة والكيد العظيم أن يفرض حلوله على أهل الشام، ويقضي على ثورتهم، وذلك لرسوخ عقيدة الإسلام في نفوسهم واستعدادهم لتقديم عظيم التضحيات في سبيل الله، فتراهم رغم كل المآسي التي يعيشونها صابرين محتسبين. يتشوقون إلى نصر من الله قريب.

وإن ثبات أهل الشام بوجه المنظومة العالمية لمدة عشرة سنوات لهو أعظم نصر، فالثبات الثبات يا أهل الشام واعلموا أن سر قوتكم هو في عقيدتكم، في دينكم، وفي توكلكم على رب السماوات والأرض الذي بيده وحده النصر والتمكين. لذلك يحاول أعداؤكم صرفكم عنه وعمن يدعوكم للتمسك بحبل الله المتين والسير وفق هدي سيد المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

إنها مرحلة الغربلة والتمحيص مرحلة سقوط الأقنعة والشعارات الرنانة
وإن النصر قادم لأصحاب المشروع الرباني الذي وعدنا به ربنا عز وجل وبشر به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، خلافة راشدة على منهاج النبوة، فاسعوا لها واعملوا مع العاملين لها حتى يرضى الله ورسوله والمؤمنون، وبذلك تكونون قد توجتم تضحيات ثورتكم العظيمة بدولة عظيمة تعز الإسلام وأهله وتذل الكفر وأهله.
و إن ذلك لآتٍ قريبا بإذن الله.

========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الرزاق مصري