press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٤١٥ ٢٠١٨٤٧

 

ما زال يتبادر لأذهان الكثير من المسلمين مفاهيم مغلوطة عن الفكر السياسي وأهميته جراء ما أحدثته فكرة فصل الدين عن الحياة (فكرة العلمانية). تلك الفكرة التي أقصت الإسلام بشكل كامل عن الحياة السياسية وأقفلت عليه بين جدران المساجد والبيوت فصارت حياة المسلمين مرهونة بوجهة النظر الغربية التي أهلكت الحرث والنسل وأفسدت نظم الحياة فأوردتهم التعاسة والشقاء وضعف الفكر وأصابه الانحطاط.

بداية لا بد من إدراك أن التفكير السياسي هو أعلى أنواع التفكير لأنه به وحده تُحدد معالم الحياة ويرتسم شكل الأمم وبه تقوم الدول والحضارات أو تسقط، وعليه صلاح الحياة أو فسادها، وبالسياسة وحدها إما أن يعيش الناس بهناء وسعادة أو بشقاء وتعاسة.

لا يخفى على أحد أن الغرب بمجموعه عمل على إسقاط دولة المسلمين وخلافتهم من خلال الغزو الثقافي والفكري أولاً، ومن ثم بالاستعمار والأيادي العميلة ثانياً، حتى قطع ذاك الرأس مما أوهن الجسد وجعل أشلاءه تتمزق وتتفرق وتضيع تباعا، لينهش منها القريب والبعيد والقاصي والداني.

إن الكيان السياسي لأيّ أمة هو بمثابة الرأس من الجسد وأي خلل يعتري الرأس يُضعف الجسد ويربكه فكيف إذا زال هذا الرأس فحتما سيقع هذا الجسد مرميا على الأرض لا حراك له.

لقد أوجد الاستعمار بعد إسقاط دولتنا وتدمير الكيان السياسي الذي كان يجمع الأمة، فراغا سياسيا لم يتم تداركه أو العمل على ملئه والتنبه للعواقب القاتلة والخطر المحدق جراء فقده، فلجأ الاستعمار إلى ملء هذا الفراغ بمن يخدم مصالحه ويحقق له أهدافه، مشتتاً الأمة وممزقا ومشرذما لها ومقطعا جسدها، فأورثنا الذل والآلام والمعاناة وشتى أصناف العذاب والشقاء وصرنا متبوعين صاغرين لا يؤبه بنا.

إن إيجاد الكيان السياسي المتمثل بالدولة الإسلامة من خلال العمل لإقامة تاج الفروض الخلافة هو واجب علينا جميعا لأن الإسلام ذو عقيدة روحية سياسية، حمله النبي صلى الله عليه وسلم وحزبه على هذا الوصف حصرا فكان الاصطدام بين الإسلام والكفر هو صراع فكري وكفاح سياسي، حيث تمثل بين حكام مكة الكيان المسيطر، وبين النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم مستمرا ثابتا على طريقته حتى أقام الله على يديه ذاك الكيان السياسي الذي غيّر وجه العالم حيث أصبحت المدينة المنورة نواة الدولة الإسلامية والكيان السياسي الذي جسد الإسلام عمليا وطبقه في واقع الحياة منذ لحظة قيامه وتحدد شكل الحياة والأنظمة والعلاقات بناء على الإسلام وأحكامه. ومن خلال هذا الكيان السياسي تعرفت البشرية على أعظم حضارة.

أيها المسلمون في أصقاع الدنيا لقد خسرنا مكانتنا ودولتنا وحضارتنا ورقي عيشنا بخسارة هذا الكيان السياسي الذي أقامه النبي صلى الله عليه وسلم وقد أسقطه معتنقو عقيدة فصل الدين عن الحياة والسياسة فأصبحوا رعاة علينا يسوسونا بأفكارهم وأنظمتهم الباطلة الهابطة، وخسارتنا الأعظم أننا نخسر رضى ربنا ونيل رضوانه واستحقاق نصره ورحمته علينا بتركنا لهذا الفرض العظيم.
لذلك وجب علينا أن نستأنف الحياة الاسلامية بالعمل مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج نبينا فلا تشغلوا أنفسكم بما يعتري الجسد وهو بلا رأس لأن هذا الجسد باق بإذن الله عز وجل، ولكنه مدمى أرهقته الجراح الأليمة وما يحتاج إلا لذاك الرأس حتى يصبح حيا قادرا على الحركة والقيام والمضي ويستعيد قوته وحيويته ونشاطه، وها هم إخوانكم في حزب التحرير يدعونكم بعد 100عام من إسقاط دولة الخلافة بأن تنفكوا من ربقة المبدأ الراسمالي بعقيدته العلمانية وأنظمته الغاشمة المتسلطة على حياتنا والجاثمة على صدورنا وأنفاسنا. فاخلعوا لباس اليأس والخوف، وهلموا متوكلين على الله لنستعيد كياننا السياسي الغائب وسلطاننا المسلوب ونحصل على وحدتنا واستقلالنا والحكم بشريعة الرحمن في ظل دولة واحدة تحت راية واحدة.

========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
محمد حميدان