٢٠٢١٠٤١٥ ١٥٤٤٣٢

 

السياسة هي مفهوم يختلف معناه مع اختلاف المبدأ الذي يحمله الناس، فمثلا الذين يحملون المبدأ الرأسمالي والمتأثرين به ينظرون إلى مفهوم السياسة على أنه فن حكم البشر عن طريق المكر والخداع نتيجة تأثرهم بالمبدأ الرأسمالي القائم على النظرة النفعية المادية في الحياة، الذي يدفع معتنقيه لتبرير الظلم والاستعمار والتسلط على الأمم والشعوب.

أما مفهوم السياسة في الإسلام (المبدأ الاسلامي الرباني المنزل من عند الله خالق الإنسان والكون والحياة)، نراه واضحا جليا من خلال طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ومن سار على نهجه، في الحكم وإدارة شؤون الدولة الإسلامية من خلال الأعمال التي تعنى برعاية وتدبير شؤون الرعية سوء المسلمين منهم أو من يحملون التابعية، من شؤون إجتماعية واقتصادية وتعليمية وحكم وقضاء وحماية، هذا ما تختص به السلطة الحاكمة.

أما دور الأمة في السياسة والذي يجب أن تدركه جيدا ولا يغيب عن ذهنها، لأنه واجب شرعي عليها لتحافظ على مصالحها وتحمي مبدأها وتستمر دولتها، هو مراقبة عمل السلطة التي هي اختارتها وبايعتها على أن تنوب عنها في الحكم والسلطان، وفي تنفيذ أحكام الشرع، فيكون عمل الأمة من خلال النصح والمحاسبة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم التهاون والسكوت عن أي أمر صادر عن السلطة من شأنه الانحراف عن المبدأ الإسلامي الذي تحمله الأمة (كالحكم بغير ما أنزل الله أو التقصير في تطبيق أحكام الإسلام).

هذا الدور السياسي للأمة في حالها الطبيعي وهي تعيش تحت ظل دولة تجمعها وتحميها. أما عمل الأمة السياسي المفروض عليها في حال غياب دولتها وتسلط أعدائها عليها مباشرة أو عن طريق العملاء (كحالها اليوم) هو العمل الجاد مع حملة الدعوة في حزب التحرير الذي يحمل هم أمته ويملك مشروع خلاصها وفلاحها في الدنيا والآخرة (الرائد الذي لا يكذب أهله) الذي يعمل في الأمة ومعها لفرض إقامة دولة إسلامية على منهاج النبوة، فعلى الامة نصرته وتبني مشروعه المنبثق من عقيدة الأمة واتخاذه قيادة سياسية لها، وجعل هذا الفرض هو القضية المصيرية التي تعيش وتموت لأجله، لتستأنف حياتها الإسلامية وتستعيد دورها السياسي الطبيعي ومكانتها المرموقة بين الأمم، لتنال رضا الله في الدنيا والآخرة وما ذلك على الله بعزيز.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي