press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

٢٠٢١٠٤٢٣ ٢٠٢٤٠٢

 

عندما تذكر كلمة "الخلافة" يتبادر إلى الذهن النظام الإسلامي وتحكيم شرع الله في الأرض ذلك النظام المنبثق عن عقيدة الإنسان المسلم المستمد من الوحي "القرآن والسنة" والذي ينظم علاقة الإنسان مع خالقه وعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان في معاملاته وعباداته وفي كل شؤون حياته وعلاقة الإنسان مع نفسه.
وهو النظام الذي ارتضاه الله تعالى ليكون دستورا يحكم بين العباد وقانونا إلهيا ينظم حياة البشر، ففيه العدل والأمان ورضا الله سبحانه وتعالى، وإذا كانت الخلافة كذلك فلماذا هدمت هذه الخلافة وزال سلطانها؟ ولم تعد شريعة تحكم بين البشر؟

إن المبادئ وحضارتها لا تقبل الازدواجية فالمبدأ سيّد إما أن يحكم هو وإما أن يحكم غيره وهذه إحدى السنن الإلهية في الكون فعندما كان النظام الإسلامي مطبقا لم يأخذ عن غيره من الأنظمة الأخرى فلم يأخذ قوانينه من اليهودية أو النصرانية، بل كان نظاما إسلاميا صافيا مستمدا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك النظام الشيوعي قام على مبدأ لا إله في الوجود والحياة مادة، بل وحارب الديانات، ومثله الرأسمالي الذي قام على مبدأ فصل الدين عن الدولة، فلم يأخذ من النظام الإسلامي ولا من غيره.

وبناء عليه يمكن أن نصل إلى سبب هدم الخلافة الإسلامية وهو ما عملت عليه أنظمة الكفر من نشر مفاهيم غير إسلامية كالوطنية والقومية وإدخال قوانين مدنية في النظام الإسلامي ساعدها في ذلك تقبل الناس لهذه المفاهيم وقبول الحكام لتلك الأنظمة والقوانين فهدمت الخلافة الإسلامية، وهذه سنة الله في التغيير (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فعندما غيّر الأنصار أنفسهم وتركوا النظام القبلي الذي كان سائدا، واعتنقوا المبدأ الإسلامي أكرمهم الله بأن أصبحوا أنصارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم و بنصرتهم قامت دولة الإسلام و استمرت قرونا عديدة، وقد امتد سلطان دولتهم إلى مشارق الأرض ومغاربها.

وعندما ضعفت مفاهيم العقيدة في نفوس المسلمين واعترى المسلمين الوهن وأصابهم الضعف الشديد في فهم أحكام الإسلام، وقبلوا بالمفاهيم الوطنية والأنظمة المدنية العلمانية، ذلك السم القاتل من المفاهيم التي زرعها الكافر ليمزق كيان الأمة ويوهن جسدها ويجعل بأسها بينها، وعندما نجح في ذلك زال سلطان المسلمين وهُدمت دولتهم.

تمكن الغرب الكافر من القضاء على دولة الخلافة منذ مئة عام و لكنه لم ولن يتمكن من القضاء على الإسلام في نفوس المسلمين، فستبقى جذوة المبدأ الإسلامي والعقيدة الإسلامية متقدة في نفوس أبناء الإسلام وسيبقى الصراع قائما بين الحق وأهله وبين الباطل وأهله، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ولكن هل ستعود دولة الخلافة من جديد لتكون كما كانت ملء سمع العالم وبصره؟

لا شك أن دولة الإسلام قادمة وهذا ليس تنجيما ولا حلما بل هي بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)،
فكيف ستعود هذه الدولة،
لقد قالها الفاروق عمر رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلّنا الله)
ويقول الإمام مالك رحمه الله (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)، ويكون ذلك بأن نجعل مفاهيمنا مفاهيم إسلامية صافية نقية فننبذ القوية والوطنية والديمقراطية، وننبذ العلمانية ونعيدها سيرتها الأولى قائدنا للأبد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والإسلام دستورنا فنعمل مع العاملين لإقامة دولة الإسلام فنخوض الصراع الفكري فنبين للناس زيف الديمقراطية والرأسمالية وضلالاتها ونخوض الكفاح السياسي فنكشف المؤامرات التي تحاك ضدنا ونظهر الدجالين الذين يدعون صداقتنا وهم ألد أعدائنا، ولندعُ أهل القوة لينصروا إخوانهم و ينصروا مشروعهم الإسلامي الذي يقدمه حزب التحرير، عندها نقضي على الظلم والجور ونقيم حكم الإسلام في ظل خلافة على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
والحمد لله رب العالمين

=======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عادل البرغوت أبو محمد