press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٥٠٥ ٢٣٤٣٠٣

 

بعد مضي عشر سنوات على الثورة المباركة، الكاشفة الفاضحة، التي كشفت كل الأقنعة مثل المقاومة والممانعة التي كان يتستر بها نظام أسد، والديمقراطية المهترئة التي كان يتغنى بها المجتمع الدولي يجب علينا أن نتساءل:
ما موقعنا الآن من التغيير؟
وهل نحن حقا كما يزعم البعض جيل التمهيد ولسنا جيل التمكين؟

وما الذي غيّر الهمة والحماس لإسقاط النظام المجرم وتذليل كل الصعاب التي تحول دون إسقاطه؟!

إن من زرع فكرة (نحن جيل التمهيد ولسنا جيل التمكين) ما أراد بها إلا التخذيل والركون عن القيام بواجب التغيير الذي أمرنا الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخاصة بعد قيام ثورة مباركة زلزلت عرش طاغية الشام وأفقدته شرعيته، وأرعبت دول الكفر فحشدوا جموعهم وأجمعوا كيدهم للتآمر عليها.

الآن، وبعد أن أكرمنا الله بالإجماع على التغيير، وتوفرت كل الإمكانيات المتاحة لذلك، لم يبق سوى لفظ الأفكار المسمومة، والصبر على فاتورة التغيير والثبات على طريقة التغيير الشرعية والتمسك بأهدافنا وثوابتنا كما أمرنا الله عز وجل، وليس وفق أوامر المجتمع الدولي والداعمين الذين لن يزيدونا إلا خبالا وضياعا وخسرانا. وسيقودنوننا إلى الرضوخ لأنظمة القهر وتسلط حكام الضرار من جديد.

إن فكرة أننا جيل التمهيد مخالفة لمنهج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولعمله مع صحبه الكرام في التغيير، فقد كان سعيهم الدؤوب لتحقيق التغيير بأيديهم وتحملوا أشد أنواع الأذى والعذاب وكافة الصعاب والمشقات وثبتوا على دعوتهم حتى أكرمهم الله بالنصر والتمكين وهذا خير دليل على فساد فكرة جيل التمهيد.

فالعمل لتغيير أعظم منكر واجبٌ علينا جميعا، فإن عجزنا فعلينا أن نسعى لمعالجة هذا العجز وتحصيل الاستطاعة اللازمة للتغيير بالطريقة الشرعية.

والغريب أن هذا الطرح يأتي في الوقت الذي حطمت الأمة جدار الخوف وثارت على جلاديها وأسقطت شرعيتهم، ولولا دعم دول الكفر ومساندتها لهم، ولحكمة بالغة أرادها الله، لكانوا أثرا بعد عين.

ولكن بعض من قصر نظره وخارت همته يريد أن يلبس أبناء الأمة ضعفَه متناسيا أن الركون إلى الظلم لن يورث الأبناء إلا عيش الذل والهوان، وسيدفع الأبناء فاتورة ركونهم ليكونوا كما قال المثل: (الآباء يأكون الحصرم والأبناء يضرسون)
فهل ستعمل مع العاملين لتنال أجر العمل للتغيير ولتنال شرف ذلك العمل عزا ورفعة في الدنيا و الآخرة!
أم ستضعف همتك وترضى بأن تكون كما يزعمون من جيل التمهيد، تعيش في ظل دستور الكفر وبطش الحكام الظلمة وقمعهم من جديد.

========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الكريم جمعة