press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٥١٢ ٠٣٠٧٣٦

 

كل هدف في الحياة يحتاج حتى يتحقق إلى طريقة واضحة مستقيمة وإلى قيادة ترسم الخطط وتختار الأساليب المناسبة لتحقيق هذا الهدف، فتضبط خطوات السير وتحافظ على ثباتها على الطريق وعلى سيرها بشكل تصاعدي منتظم لأن السير نحو الأهداف حتى لو كانت مشروعة بشكل اعتباطي أو عشوائي بدون طريقة محددة وخاصة إذا كان خلف قيادة أقل ما يقال فيها غير واعية ولا تدرك من مشروع التغيير إلا أفكاره العامة التي صاغتها شعارات ما لبثت أن تخلت عنها فالنتيجة حتما ستكون كما ندرك جميعا وكما نقاسي ونعاني مزيد من التراجع والانتكاسات في مسيرة الثورة.

وهذا رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما نزلت عليه رسالة الإسلام سعى ليكون الإسلام واقعا في الحياة من خلال دولة تطبقه فكانت أعماله ومراحل الطريقة التي التزمها صلى الله عليه وسلم طريقة لإقامة هذا الهدف.

ويتلخص ذلك كما ورد في كتب السيرة بثلاث مراحل على الشكل التالي:
1_مرحلة التثقيف لإعداد حملة المشروع.
2_ومرحلة التفاعل بأعمالها الهادفة لتغيير المجتمع والواقع في مكة، وفيها تطلب النصرة.
3_ ومرحلة إقامة الدولة التي تطبق الإسلام وتجعله واقعا حيا.

وكلنا يعلم كم عانى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في التزامه طريقته هذه في سبيل الوصول لهدفه فبقي ثابتا عليها أمام إرهاب قريش وبطشها وأمام إغراءاتها حتى نصره الله عز وجل.

وبالمقابل نرى ثورة الشام التي خرجت مطالبة بالتغيير وحناجر أهلها تصدح بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، وهذا هدف يعتبر من أعظم الأهداف التي يسعى المؤمن لتحقيقها في حياته لينال رضوان الله وتوفيقه والفوز بجنانه، وهم قد تحملوا في سبيل هذا الهدف كل أنواع العذاب من قتل وقصف وتهجير وتجويع وحصار وانتهاك للأعراض وهتك للحرمات ووغيرها الكثير الكثير.

وهم باستعدادهم للتضحية والبذل يملكون كل مقومات النصر التي تؤهلهم للظفر وتحقيق الهدف.
فهم يمتلكون العزيمة والإصرار والاستعداد للبذل والتضحية بالغالي والنفيس.

لكنهم في الوقت ذاته يفتقرون لأهم عنصر من مقومات النصر ألا وهو القيادة السياسية الواعية صاحبة المشروع الواضح المبلور بطريقته الواضحة المستقيمة. حيث يتوجب عليهم السير معها حتى يصححوا مسار ثورتهم ويسعوا من أجل تحقيق ثوابتهم وأهدافهم، وإلا سيبقى الدوران في حلقة مفرغة، يضحون ويعانون ويكابدون لكن دون نتيجة لأنه ببساطة ومع أن مطلبهم حق وهدفهم حق وهم بما يمتلكون من مقومات وإمكانات قادرون على إنجازه، لكن رغم مرور عشر سنوات على انطلاقة هذه الثورة العظيمة فإنها لم تدرك أهمية القيادة السياسية صاحبة المشروع التي تسير بثورة الشام على هدى وبصيرة وترسم الطريق الصحيح.

وهذا الأمر لعظمه وأهميته إن لم يتداركه أهل الشام ويسعوا بجد لاتخاذ قيادة سياسية وتبني مشروع واضح بطريقة صحيحة يُقوّمون بها مسار ثورتهم ويصححونه، فإننا سنبقى كما لا يخفى على أحد حيث سيستمر التراجع وستضيع التضحيات
في حال استمر الوع كما هو، وبقيت القيادات الخالية التي لا تمتلك مشروعا إلا بعض أفكار عامة حولتها إلى شعارات ما لبثت أن تخلت عنها لتتحول الى أدوات وألعوبة بيد الدول المتآمرة على ثورة الشام، حيث بدأت تمارس تسلطها على حاضنة الثورة وتسعى للخضوع والخنوع لمطالب الدول المتآمرة لتقديم البراهين على حسن سلوكها من أجل كسب رضاهم على حساب رضا الله.

فالله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نسير على بصيرة ملتزمين الطريقة الشرعية طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول في كتابه العزيز (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)

فالنصر قد وعدنا به رب العزة ووعده حق وهو قادم لا محالة ولكن عندما نعمل ونلتزم بما أمر الله عز وجل وبما يرضيه عنا ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

======
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
شادي العبود