٢٠٢١٠٩١٥ ٠٧٢٤٣٠

 

إن اعتبار ثورة الشام ثورة مباركة، وستبقى كذلك بإذن الله، هو لأنها قامت ضد نظام طاغية مجرم عميل وليس هذا فحسب، بل هي أيضا انطلقت من المساجد وتبلورت أهدافها بهدف عظيم هو إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام مكانه، وقد تجسد ذلك بوضوح في شعاراتها التي صدحت بها حناجر المتظاهرين وضحى من أجلها الثائرون بدمائهم وأموالهم وفلذات أكبادهم، وقلوبهم تتعلق بالله عز وجل.

فهي مباركة من أول يوم شعر فيه الناس بضرورة التحرك لتغيير الظلم والقهر، وشعروا بمسؤوليتهم وأنهم لا بد أن يثوروا مهما عظمت التضحيات، فكانوا على استعداد لدفع فاتورة التغيير وتحمّل تبعات خروجهم على أقوى نظام عمالة في المنطقة، وهذا هو الذي يبشر بالخير ويدل على بداية سلوك الطريق الصحيح للتغيير.

قد يستصعب البعض مشقة الطريق وعظم التضحيات وطول مدة البلاء، فيقرر التراجع عن مواصلة الثورة
ورغم أن هذا قرار اليائس وقد يعتبره البعض سهلا، ولكنه في حقيقته طريق السقوط في الهاوية وهدر كل التضحيات التي قُدمت والدماء التي سُفكت والأعراض التي انتهكت والبيوت التي هدمت، وفوق ذلك العودة للعيش من جديد تحت سلطة نفس العصابة المجرمة التي فعلت كل ذلك، بل يزيدها حقدا وإجراما عقلية الانتقام من كل من ثار ضدها وما حصل في بعض البلدات التي سيطروا عليها من قتل واغتصاب ونبش للقبور خير دليل.

فمن يرضى بذلك فليتخل عن ثورته وليجلب الذل والهوان والقهر للآجيال القادمة.
إن فاتورة التراجع هي أكبر بكثير من فاتورة مواصلة الثورة حتى تحقق أهدافها ولكن عاقبة التراجع ذل وهوان وخسران في الدنيا والآخرة، وعاقبة مواصلة الثورة عز وتمكين ورضوان من الله ومن عباده الصالحين وفوز عظيم في الدنيا والآخرة.

فهل نقع في شباك اليأس والقنوط التي نصبها لنا أعداؤنا ويقودنا للتخبط بها من توسد أمرنا وتسلط علينا أم نحدد العهد مع الله ونعتصم بحبله و نواصل مسيرة ثورتنا بعد تصحيح مسارها الذي حرفه القادة المأجورون لنسير على بصيرة خلف قيادة واعية صادقة.

فالثورة لا تزال في نفوس الصادقين متوقدة رغم المحن والصعاب وأهدافها في نفوس أبنائها راسخة والقلوب متعلقة بالله وحده واثقة من تحقيق جميل وعده.

( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد).

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
نور الدين الحوراني