press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

23102021tdiek

 

لقد كسرت ثورة الشام كثيراً من الحواجز التي لطالما تعب النظام المجرم، ومن خلفه أميركا والغرب، على بنائها وتقويتها لتصبح سداً منيعاً أمام من يريد تحطميها أو اجتيازها، وصرفت على ذلك المليارات..

فمثلاً، عدم الخوض في السياسة، أو كما يقال:"اعمل ما شئت لكن لا تقترب من السياسة". والمقصود أن لا تتدخل في شؤون الدولة، ولا تنتقد سياستها، ولا تتكلم عن الحاكم والمسؤولين بما يزعجهم ولو انتهكوا الأعراض ودنسوا المقدسات وسفكوا الدماء.
أما أن تمتدحهم وتطبّل لهم فلا مشكلة، فالمجال مفتوح مهما بالغْتَ في كيل المديح للحكام الذين ينازعون الله في التشريع.

وكذلك القول:"العين لا تقاوم المخرز". حيث أن هناك من يغذي هذه النفسية المنهزمة، فقد يقول البعض "أن النظام هو دولة ونحن أفراد ولا نستطيع فعل شيء، كوننا سنُسحق فور تفكيرنا برفع رؤوسنا والمطالبة بحقوقنا، فهذه محافظة حماة في ثمانينيات القرن الماضي خير برهان. فقد حاولت أن تقاوم المخرز وترفع رأسها فأبادوها وفعلوا بها الأفاعيل.

وغير ذلك الكثير.
فقد غذيت هذه الأفكار المكبِّلة بشكل مدروس، في المدارس والجامعات وعلى الشاشات وفي المجالس العامة، ودعمها النظام بأفرعه ومخابراته وجواسيسه، حتى أصبحت حاجزاً وعقبة كأداء أمام من يريد أن يثور لأجل التغيير .

وبقي هذا الحال حتى أكرمنا الله بثورة الشام التي حطمت كل الحواجز وأزالت جميع العقبات التي بنيت لسنين طويلة، في وقت قياسي، مما جعل النظام وداعميه يجن جنونهم. فكم صرفوا وتعبوا وسهروا عليها، لتهدم بعدها بأسرع وقت وأقصر طريق بفضل الله.

والآن، وبعد أن تكسرت جميع الحواجز، وخافت أميركا على عميلها أسد، وعلى مصالحه في الشام، حيث شارف على السقوط، لم يكن هناك حل سوى أن تتغير المعادلة وتنقلب الكفة لصالح النظام، وتكون زمام المبادرة بيد العملاء والخونة ممن زعموا أنهم ثوار، بحيث يعاد بناء هذه الحواجز من جديد، على يد قادة الفصائل. فقد تحكمت قيادات الفصائل برقاب الناس، وبنوا سجوناً ومعتقلات، ولبسوا اللثام، وراحوا يعتقلون من يخالفهم الرأي و كل من يذكر قادة الإجرام بسوء!

كما فرضت الحكومات الضرائب والمكوس، وضيقت على عباد الله في كل منطقة طالتها يدها، بمساعدة الداعم وتوجيهه، وتلاعبت بالأسعار بحجة "فرق سعر الصرف" و"الغلاء من المصدر". كل ذلك لإخضاع الثائرين وجعلهم يندمون على خروجهم في الثورة، ولإيجاد نظرة عند الثوار أن الثورة هي قصف وتهجير ونزوح وخسارة مناطق، وفقر وتشريد وتجويع. فتصبح الثورة ومن يريد إكمالها عدواً للناس. فمن سيستمر بها سيزيد معاناتهم والتضييق عليهم، فلا بد من إيقافه ولا بد من التوقف عن الثورة والندم على الخروج بها والإستسلام لأي حل فيه الخلاص من هذه الحال ولو كان العودة الى حظيرة نظام الإجرام من جديد، فهو أفضل من هذه الحال وأخف ضيقاً منها، ولو كان وفق ماقرره الغرب في مؤتمر جنيف وحاكته أمريكا، فالمهم أن تتغير الحال وتنتهي هذه المعاناة!
وطبعا هذا هو عين ما يريده أعداؤنا ويسعون لتحقيقه.

لكن ذلك لن يحصل بإذن الله، فمن خرج لإسقاط النظام المجرم ورفع الظلم لن يركن، ولن يهدأ،حتى يرفع الظلم بأنواعه، وحتى يسقط نظام الإجرام بدستوره العلماني وأركانه ومؤسساته القمعية وجميع رموزه.

ومن خرج لإقامة شرع الله ولنصرة دينه لا يبالي بما أصابه أو سيصيبه، مادام هدفه أرقى الأهداف وأسماها، ولا يقعده إلا أن يرى تحكيم شرع الله كما هو على أكمل وجه.

وقد نسي الغرب أو تناسى، هو وأذنابه، أن الله يمكر بهم وهو خير الماكرين، وأنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، وأن النصر لا ينزل إلا بعد اكتمال شروطه، ومن شروطه أن تتميز الفئة الصادقة، فيظهر الخبيث منها من الطيب، فيحصل التمايز بعد هذا الضيق وهذا الكرب، وذلك أقرب إلى أنظارنا من رموش أعيننا بإذن الله، سائلين الله أن ينزل علينا نصره ويكرم عباده بالعزة والتمكين، وما ذلك على الله بعزيز.

قال تعالى:(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

=========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
نور الدين الحوراني