hizb070816

منذ الأسبوع الماضي والمسلمون في شرق حلب يتعرضون لحصار وحشي لا يوصف تقوم به قوات أسد والقوات الروسية. ويعيش أكثر من 300000 مدني، 60% منهم من النساء و الأطفال، في المدينة المحاصرة وقد أخذت الإمدادات الطبية والماء والغذاء بالنفاد بشكل سريع. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الاحتياطيات الغذائية ربما تكفي لبضعة أسابيع فقط، وفي حال نفادها فإن المدينة ربما ستعاني من نفس المجاعة وسوء التغذية التي تعرضت لها مضايا وغيرها من المدن التي ترزح تحت حصار النظام السوري المجرم. وقد قال أحد عمال الإغاثة وهو من أهل سوريا ويقيم في مدينة حلب لهيئة الإذاعة البريطانية إنه منذ الحصار كان هناك بالفعل القليل من الطعام حتى إن 5 أرغفة خبز كان يجب أن تقوم بسد احتياج أسرة مكونة من 10 أفراد لمدة يومين. وإلى جانب ذلك، فإن القوات السورية والروسية تواصل قصف المدينة بشكل متواصل، وتقوم بذبح أهلها بشكل مستمر، بمن فيهم النساء والأطفال والرضع، وتحاول تدمير بنيتها التحتية والقضاء على أهلها بشكل تام. وقد أفادت الأمم المتحدة أن 4 مستشفيات وبنكاً للدم في شرق حلب قد تم ضربها مرات عديدة في 23 و24 تموز/يوليو من خلال القصف الجوي. وفي الأيام الأخيرة وقعت أيضًا غارتان في أقل من 12 ساعة على مستشفى الأطفال الوحيد الذي يعمل في المدينة. وفي 29 تموز/يوليو، تعرض مستشفى للولادة للقصف مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

إن النساء والأطفال المسلمين الأبطال في مدينة حلب يواجهون الآن خيارات مستحيلة؛ فإما أن يبقوا في المدينة ويتعرضون للذبح أو يواجهون الموت البطيء جوعًا، أو يحاولون مغادرتها وحينئذ يكون مصيرهم القتل على يد قناصة النظام أثناء هروبهم. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المحنة الرهيبة، فقد خرجت أخواتنا المسلمات الباسلات إلى شوارع حلب للتظاهر دعمًا للمجاهدين، وهن لا يأبهن بقنابل ورصاص النظام المجرم، وقد رفعن لافتات كتب عليها "حلب تخوض المعركة نيابة عن الأمة"، وعبّرن عن إرادتهن لحماية الأمة لأن جيوش المسلمين قد تقاعسوا عن القيام بهذا الواجب! وقد حرق أطفال حلب الإطارات دون خوف في الشوارع لخلق ستار من الدخان الأسود لعرقلة حملة القصف التي يقوم بها أعداؤهم، لأن الذين يقع على أعتاقهم الدفاع عنهم قد آثروا البقاء في ثكناتهم!

لذلك فإننا نسأل كل قائد وضابط وجندي في جيوش المسلمين: ماذا تفعلون عندما يواجه الأطفال والرضع في حلب الجوع والذبح؟ لماذا تخليتم عنهم ليواجهوا مصيرهم؟ كيف يمكن أن تقبلوا لهؤلاء الأطفال القيام بالدفاع عن الأمة بسبب غياب جيش يحميهم؟ فرض قد جعله الله سبحانه وتعالى في أعناقكم وسيحاسبكم عليه يوم القيامة! لأكثر من 5 سنوات وحتى الآن، لقد شاهدتم أرض الشام المباركة تتحول إلى مسرح قتل جماعي لمئات الآلاف من إخوانكم وأخواتكم دون أن تتحركوا للدفاع عنهم! لأكثر من 5 سنوات وحتى الآن، كنتم تسمعون صرخات أخواتكم في سوريا وقد قام كلاب الأسد بإهانتهن أو تسمعون بكاءهن على أطفالهن وأسرهن القتلى دون أن تلبوا نداءهن! ولأكثر من 5 سنوات وحتى الآن، وأنتم تشاهدون أطفال سوريا يدفنهم القصف الجوي وهم أحياء أو يأكلون لحوم القطط والكلاب للبقاء على قيد الحياة دون العمل على إنهاء مصيبتهم! كيف ستجيبون الله سبحانه وتعالى عن تقاعسكم عن نصرتهم؟ ونحن ندعوكم لإجابة استغاثات إخوانكم وأخواتكم بأقصى سرعة فتكونوا الحماة المُخّلصين فتنالوا العز في الدنيا ورضا ربكم وحسن الثواب في الآخرة. وندعوكم لإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستجيش الجيوش دون تأخير للقيام بواجبكم لتحرير المسلمين والدفاع عن المستضعفين منهم في جميع أنحاء العالم فتكونوا بذلك حماة الدين! يقول الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [النساء: 75]

 

التاريخ الهجري 4 من ذي القعدة 1437هـ
التاريخ الميلادي الأحد, 07 آب\أغسطس 2016 م
رقم الإصدار: 04737هـ


د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/cmo/38730