publications-cental-media-office

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

227853249 626358578285210 2171814444638616582 n

 

في سنة 2017 تعرضت مدينة الرقة السورية لهجمات شرسة من التحالف الدولي الذي قادته أمريكا آنذاك للقضاء على تنظيم الدولة، الذي اتخذ من المدينة عاصمة له. أكثر من 150 غارة يومية شنتها قوات التحالف في ذروة المعارك، أدت لنسف البنية التحتية وتهجير السكان فصارت المدينة خاوية على عروشها.

اليوم وبعد تحرير المدينة من تنظيم الدولة - حسب زعم أمريكا - وخروج قوات التحالف الذي حشدت به أمريكا أكثر من خمسين دولة لتوهم العالم بقوة تنظيم الدولة، وتفكك التحالف، هل عادت الرقة حرة حقاً وهل أعطتها أمريكا النعيم الموعود؟ أم أن وجود تنظيم الدولة لم يكن هو الكابوس الذي عانت منه الرقة؟

في تقرير لمنظمة أنقذوا الطفولة، لا يزال الأطفال والعائلات يعيشون في منازل مدمرة مع وصول محدود للغاية إلى المياه النظيفة والكهرباء والتعليم. (الجزيرة الإنجليزية، 27/7/2021)

إن فزاعة تنظيم الدولة التي اتخذتها أمريكا ذريعة لتحرث الشام عن بكرة أبيها، وتبيد أهلها وتهلك الحرث والنسل، لم تعد صالحة للاستهلاك ولم تعد هذه الكذبة تنطلي على أحد.

أطفال الرقة المحرومون من طعم الحياة في أطلال المدينة المدمرة، أمهاتهم اللاتي يعانين مرارة العيش ومرارة العذاب على حال أطفالهن، الآباء المثقلة كواهلهم بعبء صعوبة توفير حاجات عوائلهم، هؤلاء يعرفون يقيناً أن الكابوس الذي يجثم على صدورهم لم يكن هو تنظيم الدولة فقط، بل إنه النظام الدولي المجرم الذي يستمر حتى اليوم في دعم بشار أسد بكل أسباب الحياة ليضمن بقاء سيطرته على البلاد التي يعدها حديقة خلفية له، في محاولات لمنع قيام نظام إسلامي يكون فيه خلاص الشام والبشرية من ربقة الاستعمار الرأسمالي.

أمريكا لا تهمها معاناة أهل الرقة بل كانت تتخذهم وقوداً لتنفيذ أجنداتها، وهي على استعداد أن تضحي بالأطفال والنساء دون أي اكتراث بشعارات ومنظمات وتقارير حقوق الطفل، مقابل أن تسير مصالحها كما تريد. وهي اليوم تصم آذانها عن معاناتهم لأنه لم يعد لتنظيم الدولة وجود ولم يعد له دور على المسرح. هكذا يصبح الأطفال مجرد نص في سيناريو، كومبارس على المسرح يؤدي دوراً تكميلياً يعزز سير المسرحية لصالح المخرج، ولا يهم بعد ذلك موت الممثل أو حياته!

هذه المعاناة في الحقيقة هي جذوة تفضح زيف الرأسمالية، توقد شرارة التململ في الناس ضد هذا النظام وتغذي تشوق البشر لنظام الرحمة والعدل الذي تحاول أمريكا إجهاض كل المحاولات لتوليده.

ولكن قد سبقت كلمة الله: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 105-107].

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

التاريخ الهجري 23 من ذي الحجة 1442هـ
التاريخ الميلادي الإثنين, 02 آب/أغسطس 2021م

المصدر: https://bit.ly/3fqpsfN