publications-hizb-ut-tahrir-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

syw150315

pdf

ها هي السنة الرابعة تمر من عمر الثورة الإسلامية في أرض الشام المباركة ولا تزال صامدة صمود الجبال أمام المؤامرات التي تحاك ضدها، وأمام مكر الغرب الكافر وأذنابه، معلنة بذلك الحرب على النظام الدولي الذي لم يسعه إلا أن يقف مع الظالم ضد المظلوم، ومع السفاح ضد الضحية، كيف لا وهو الذي سلط هذا السفاح على رقابنا ليسومنا سوء العذاب وليمنع عودة الإسلام إلى معترك الحياة، وما محاولة إعادة إحياء علم الانتداب الفرنسي أو ما يسمى (بعلم الثورة) بعد موته سريرياً إلّا خطوة في طريق إرضاء الغرب الكافر وجزء من هذه المؤامرة. وإننا بمناسبة مرور أربع سنوات عجاف على ثورة الشام المباركة لا يسعنا إلا أن نذكّر المسلمين في أرض الشام المباركة بثوابت ثورتهم التي يعمل الغرب الكافر وعملاؤه في المنطقة على الالتفاف عليها، فيطرحون التفاوض مع النظام بدل إسقاطه، ويرتمون في أحضان الغرب بدل معاداته، ويدعون إلى دولة مدنية ترضي أسيادهم بدل الخلافة الراشدة التي ترضي الله عز وجل.

أيها المسلمون في أرض الشام عقر دار الإسلام: لقد بات واضحاً أن أمريكا تعمل على إيجاد قوة عسكرية تسيطر على الأرض وذلك من خلال أساليب عدة، إما بتدريب الفصائل على العمالة لتزج بهم ضد إخوتهم، وإما بتدخل دولي عسكري تحت قيادة التحالف الصليبي الذي تقوده أمريكا، وإما بتجميد القتال تحت اسم الإنسانية، فتكون بذلك قد مهدت الطريق للانتقال للمرحلة الثانية، وهي إدخال الائتلاف الوطني إلى أرض الشام بعد أن يتم تأمينه بفرض منطقة آمنة له ليقود مؤامرة احتواء الثورة، بعد أن يسوَّق خارجياً على أنه الممثل الشرعي للثورة، وداخلياً عن طريق المتاجرة بلقمة العيش وبعض الخدمات التي يقدمها للناس وشراء بعض قادة الفصائل بأموال تقدمها دول الكفر المانحة وعملاؤهم، ثم ليصار بعد ذلك إلى التفاوض مع النظام يفضي إلى إيجاد مخرج آمن له، وتشكيل هيئة تأسيسية لتغيير الدستور على مقاس الغرب، ومن ثم انتخاب مجلس للشعب يفوز به من ترضى عنه أمريكا، ثم بعد ذلك انتخابات رئاسية صورية يترشح لها أزلام أمريكا ويفوز من تعينه لمنصب الرئاسة، فتبقى البلاد تحت سيطرة أمريكا وظلمها، وبذلك يتم القضاء على ثورة الشام وتضحياتها. هذا ما تخطط له أمريكا والغرب والله من ورائهم محيط.

أيها المسلمون في شام العزة: لفهم طبيعة الصراع لا بد من الارتكاز على ثوابت أخبرَنا بها العليم الخبير، فقد قال عز من قائل: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ...﴾ هذه هي حقيقتهم، وقال: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ وهذا هو حجم مكرهم، وقال: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ...﴾ وهذه هي حقيقة أهدافهم، وليس لنا، واللهِ، لصدهم والفوز بالدارين إلا الالتزام الكامل بأمر الله سبحانه وتعالى بعد التوكل عليه، فنقطع كل علاقاتنا بهم، وننبذ أذنابهم امتثالاً لقوله جل في علاه: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾، ونقطع عنا مالهم السياسي القذر الذي كاد أن يفسد علينا ثورتنا، لأن مالهم كما قال هو كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ...﴾، كما يجب علينا أن نقف ضد تحالفهم الصليبي على ثورتنا، وعدم الاستعانة بهم، وذلك امتثالاً لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ ولقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: «لا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِين»، والاعتماد على مقدراتنا وأنفسنا فحسب بعد التوكل على الله وحده والإيمان بأن النصر بيد الله تعالى وحده كما قال سبحانه: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾، والصبر على أمره امتثالاً لقوله سبحانه: ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ ولقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: «النَّصْرُ مَعَ الصَّبْرِ، وَالْفَرَجُ مَعَ الْكَرْبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» كما يجب علينا أن نكون صفاً واحداً، عسكريين ومدنيين، تحت مشروع سياسي واضح يرضي رب العزة جل في علاه ليتحقق بنا وعد الله سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وبشرى رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم: «...ثمُّ تَكُونُ خِلَافَةً على مِنْهًاجِ النُّبُوَّةِ».

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾


24 من جمادى الأولى 1436
الموافق 2015/03/15م

حزب التحرير
ولاية سوريا