publications-hizb-ut-tahrir-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

Untitled-15

إن القضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع هي إعادتهم إلى الحياة الإسلامية وتطبيق الإسلام في جميع أمور حياتهم، فهذا واجب شرعي لا يتم إلا بإعادة الحكم بما أنزل الله عن طريق إقامة دار الإسلام بإقامة الخلافة الإسلامية، ونصب خليفة للمسلمين يبايَع على السمع والطاعة على أن يحكم بكتاب الله وسنَّة رسوله، وعلى أن يحمل الإسلام رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد.
إن واجب إقامة دولة الخلافة الإسلامية لا يتم إلا عن طريق جماعة أو حزب إسلامي يكون حزباً مبدئياً بحيث يقوم على العقيدة الإسلامية، ويلتزم في عمله بالأحكام الشرعية، ويتأسَّى بطريقة سير الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في إقامة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنوَّرة. ويكون عمله في الدعوة عملاً سياسياً؛ لأن إقامة الخلافة ونصب الخليفة والحكم بما أنزل الله... أعمال سياسية.
لذلك قام حزب التحرير، وهو قام كذلك امتثالاً لقوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) حيث أمرت الآية بإيجاد جماعة أوحزب إسلامي على الأقل، ويكون عمله الدعوة إلى الإسلام (الخير) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي منه دعوة وأمر ونهي الحكام، وهو عمل سياسي.
ومن هنا كان حزب التحرير حزباً سياسياً مبدؤه الإسلام. فهو يقوم على العقيدة الإسلامية في كل أفكاره وتصوراته، ويلتزم بالأحكام الشرعية في كل دعوته وتصرفاته. وعمله في الدعوة سياسي يتناول أعمال الحكام: ماهي عليه من بعد عن الإسلام وارتباط بالغرب وخيانة للمسلمين، وما يجب أن تكون عليه من حيث تطبيق الإسلام في حياة المسلمين وحمل الإسلام رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد.
ولما حدَّد حزب التحرير قضيته المصيرية بأنها إعادة الحكم بما أنزل الله، وحدَّد غايته بأنها إقامة دار الإسلام بإقامة دولة الخلافة الإسلامية؛ فإنه توصَّل إلى تحديد الطريقة التي يجب شرعاً أن يسلكها للوصول إلى تحقيق هذه الغاية، وهي تتمثل في طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في سيره منذ أن بعثه الله رسولاً إلى أن حقَّق إقامة الدولة الإسلامية في المدينة.
وبناء على سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في إقامة الدولة الإسلامية وتحويل دار الكفر إلى دار إسلام وتحويل المجتمع الجاهلي إلى مجتمع إسلامي حدَّد حزب التحرير طريقة سيره بثلاث مراحل:
الأولى:مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بالفكر الإسلامي الذي يقوم عليه الحزب لتحقيق غايته. وذلك كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان يدعو الناس، ومن كان يستجيب له ويؤمن به وبرسالته يكتِّله معه سراً، ويحرص على تعليمه ما نزل عليه من رسالة الإسلام حتى يصهره به.
الثانية: مرحلة التفاعل مع الأمة لجعلها تحمل الإسلام حتى تتَّخذه قضية لها كي تعمل على إيجاده مطبَّقاً في واقع الحياة والدولة والمجتمع. وفي هذه المرحلة قام الحزب بالثقافة المركَّزة في الحلقات لتنمية جسم الحزب وبناء الشخصيات الإسلامية القادرة على حمل الدعوة، وقام بالثقافة الجماعية لجماهير الناس لإيجاد الوعي العام على أفكاره بينهم لإيجاد القاعدة الشعبية حتى يتمكن من قيادتها تماماً كما فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة. كذلك تأسَّى الحزب بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في خوض الصراع الفكري بمواجهة عقائد الكفر وأنظمته وأفكاره، وفي خوض الكفاح السياسي ضد حكام المسلمين ومن وراءهم من دول الغرب الرأسمالي الكافر ففضح المؤامرات وكشف الخطط من أجل تحرير الأمة. وفي مقابل ذلك تبنَّى مصالح الأمة ورعاية شؤونها وفق أحكام الشرع.
وفي هذه المرحلة قام الحزب وما زال يقوم بطلب النصرة من أهل القوة تماماً كما قام بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأورده ابن كثير في السيرة عن علي بن أبي طالب قال: "لما أمر الله رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر إلى منى حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب". ولقد كان من شأن طلب النصرة أن أقام به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دولة الإسلام بعد أخذ الميثاق من الأنصار أن يحموا هذا الدين مهما واجههم من تهديد
الثالثة: مرحلة استلام الحكم وتطبيق الإسلام تطبيقاً عاماً شاملاً،وحمله رسالة إلى العالم.
إن حزب التحرير يعمل على توحيد بلاد المسلمين في دولة الخلافة الواحدة التي تجمع كل المسلمين تحت قيادتها في أمة إسلامية واحدة لا تفرِّق بين عربي وأعجمي، ولا بين أبيض أسود إلا بالتقوى.
وحزب التحرير عمل في سوريا منذ بدايات دعوته في الخمسينات من القرن الماضي، وهو ماضٍ في دعوته من غير أن يحيد عن طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولم تزده الصعوبات التي واجهته في أيام دعوته إلا مضاءً، وقد ناله من حكم آل أسد الوحشي الكثير الكثير، وهو يرجو النصر من الله وحده بأن يفتح قلوب وعقول أهل النصرة لنصرته بعد أن فتح قلوب المسلمين عامة لدعوته، وهو يطمع من الله وحده أن يكون صاحب الوعد الحق بإقامة الخلافة الراشدة على يديه حين قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: «ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة»، ويطمع كذلك من الله وحده أن يكرم أهل الشام بأن تكون بلادهم عقر دارها، وذلك مصداق قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «عقر دار الإسلام بالشام».
وعلى الله قصدُ السبيل.


15 رمضان 1433هـ

03/08/2012م

حزب التحرير

ولاية سوريا