publications-hizb-ut-tahrir-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

syr-w-050213

pdf

فيما يضيق الخناق على عنق السفاح بشار ومن معه، وفيما يضيق السبيل على ربيبته أمريكا بإيجاد بديل عنه ومخرج آمن له، فاجأ رئيس الائتلاف الوطني السوري الشيخ أحمد معاذ الخطيب المسلمين في سوريا بتبني ما تتبناه أمريكا وبشار من حل عبر مبادرة عرضها عبر صفحته على الفايسبوك يوم الأربعاء في 30 /1 كتب فيها: "بلغني من وسائل الإعلام أن النظام في سوريا يدعو المعارضة إلى الحوار، وكلف رئيس الوزراء بإدارة المشروع، وأن وزير داخلية النظام يدعو قيادات المعارضة إلى العودة إلى سوريا". وأضاف: "أعلن بأنني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول"، مشترطاً إطلاق "160 ألف معتقل من السجون السورية"، وتمديد أو تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج لمدة سنتين على الأقل. وأوضح الخطيب أن طرحه هذا هو "مبادرة حسن نية للبحث عن حل سياسي للأزمة، ولترتيب الأمور من أجل مرحلة انتقالية توفر المزيد من الدماء"، ثم أتبع ذلك بلقاء في ميونيخ في 2/2 مع كل من بايدن نائب الرئيس الأمريكي ولافروف وزير الخارجية الروسي والإبراهيمي، وزاد عليه اللقاء مع علي أكبر صالحي وزير خارجية إيران حيث طلب منه نقل مبادرته إلى حكومة الأسد، واستعداده للحوار مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع كما ذكر أمس في 4/2. هذا وقد رحب بالمبادرة كل من أمريكا وروسيا وإيران، وبدأت التصريحات المختلفة تتحدث عن "شجاعة" الخطيب...

إن الخطيب، بهذه المبادرة، قد ضم نفسَه إلى حلقة المتآمرين على المسلمين في سوريا، ووضع نفسه في موضع التهمة، وفي الفسطاط الآخر، وإن هذا الذي صدر عنه يكشف سر اختياره رئيساً للائتلاف من قبل فورد سفير الولايات المتحدة، فكل عناوين مبادرته أمريكية بامتياز، من قبول إدخال كل من روسيا وإيران في الحل، ومن إعلان استعداده للحوار مع فاروق الشرع، واستعداده للقبول بـرحيل النظام بسلام، وقبوله للانتقال السلمي للسلطة، وقبوله بأن يستلم إدارة المرحلة الانتقالية رجال أمريكا من رجال السفاح بشار العلمانيين وممن يختارهم فورد من أعضاء الائتلاف، وقبوله، وهو الشيخ، مشروع الدولة المدنية. وأسوأ ما في هذه المبادرة هو أنها سجلت للائتلاف تبنيه للرؤية الأمريكية للحل. والجدير ذكره هنا أن الحديث يجري عن لعبة سيلعبها النظام بشأن فاروق الشرع، وهو أن يعمد بشار إلى إقالته من منصب نائب الرئيس بحجة أنه قد خرج عن سياسة النظام باعتماده على الحل الأمني، حتى تلمع صورته ويصبح مقبولاً عند المسلمين في سوريا، وحتى لا يقال إن الحل أمريكي على الطريقة اليمنية، فيبدو أن فاروق الشرع هو الورقة الوحيدة التي تمتلكها أمريكا؛ لذلك يتردد اسمه دائماً في مبادراتها. إن هذه المبادرة تكشف من جديد إفلاس أمريكا، وأنها ما زالت تدور حول طرحها الذي لا تجد غيره لانعدام البدائل لديها، وما إتيانها بالشيخ الخطيب رئيساً للائتلاف إلا ليلبسوا على المسلمين أمر دينهم، ولغرض طرح اسم فاروق الشرع عن طريق الخطيب!

أيها المؤمنون الصابرون في شآم الخير: إن الأمة كلها تعوِّل على وصول الإسلام إلى الحكم من خلال ثورتكم المباركة، وإن ما يجري من صراع في سوريا إنما هو صراعٌ بين إيمان وكفر، بين حق وباطل، وهو أكبر بكثير من إطلاق معتقلين أو تجديد جوازات سفر، إنها قضية إظهار الإسلام على الدين كله بإقامة دولة الخلافة الراشدة، وهي قضية تهون معها كل خسارة... وكل من يقول بخلاف ذلك لا يمثل الإسلام في شيء ولو خطب على المنابر أو كان اسمه خطيباً، فالإسلام لا يقيم وزناً للأشخاص ولا للمراكز، وإنما للحق فقط... أفلا نتدبر قوله سبحانه وتعالى وبه نختم: ((قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)).

24 من ربيع الاول 1434 هـ
الموافق 2013/02/05م

حزب التحرير
ولاية سوريا