publications-hizb-ut-tahrir-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

تفجر بركان الثورة في سورية أسوة بأخواتها في وجه الظلم والقهر والاستعباد الذي مارسته عصابة الإجرام والقمع الأسدية علينا عقوداً عديدة.
انطلقت الجموع المسلمة مطالبة بحريتها وتخلصها من الاستبداد، مطالبة بكرامتها المسحوقة وحقوقها المسروقة، فتصدت لها عصابة الإجرام والقتل من أجل قمع الثورة وسحق الثائرين والتنكيل بالمعارضين مستخدمة آلتها العسكرية، وأسلحتها الثقيلة التي ما أعدتها إلا لهذا اليوم؛ فارتكبت أفظع الجرائم بما لم يعد خافياً على أحد أمام نظر العالم وتحت سمعه وبمباركته وتآمره. لكن الثائرين المؤمنين سطّروا بثباتهم الذي يستمدونه من إيمانهم بالله وثقتهم بنصره القريب أروع الملاحم، فأعادوا بتضحياتهم ودمائهم الذكية إلى الأمة ثقتها بنفسها وأملها بالنصر والتخلص من الطغاة والمجرمين.

لم يقتصر تآمر الدول الكافرة وأعوانها على دعم عصابة الإجرام، ولا على إعطائها الفرصة تلو الفرصة من أجل محاولة القضاء على الثورة، ولم يكتفِ بلعب دور الأصم المتعامي على جرائم النظام تارة ودور الصديق المخادع تارة أخرى. بل استغل تطلّع الثائرين إلى الحرية وتوقهم إلى الانعتاق من الظلم والقهر الذي مارسته عليهم عصابات الإجرام، ومن ثم راحت تروج لفكرة الحرية والحريات بمفهومها الغربي زاعمة زوراً وبهتاناً أنها سبيل خلاصنا وطريق عزتنا ونهضتنا. وما ذلك إلا لحرفنا وصرفنا عن الطريق الصحيحة التي تحررنا من الظلم والقهر والاستعباد. كي نبقى عبيداً لأفكار الغرب ولحضارته ولمخططاته الماكرة.

أيها المسلمون الثائرون:
إن الغرب الكافر هو من أقام أنظمة القمع والقهر والبطش، وهو الذي سلط هؤلاء المجرمين على رقابنا ورفعهم حكَّاماً علينا، وهو من حماهم ودعمهم ولا يزال يدعمهم سراً وجهراً لإركاعنا وإخضاعنا لأوامره وترويضنا حتى نرضى بما يطرح علينا، ويطلب منا أن ننظر إليه على أنه المنقذ، وننظر إلى حضارته وحريته على أنها درب الخلاص الوحيد كما يُروِّج بيننا إفكاً وزوراً.

ليعلم المسلمون أن حريتنا الحقيقية ودرب خلاصنا الحقيقي من الاستعباد والظلم ليس في حريات الغرب المخادع الماكر، وليس في أن نتخلص من حاكم ونأتي بآخر يحكمنا بنفس النظام،كما أنه ليس باستبدال عميل بآخر، إن درب خلاصنا الصحيح وحريتنا الحقة والتي يريد الظالمون صرفنا وحرفنا عنها هي في عبوديتنا لله وحده ورفض عبودية من سواه، هي بتحقيق المعنى الحقيقي لقولنا «لا إله إلا الله محمد رسول الله» التي تعني أنه لا معبود بحقٍ إلا الله، وأنه لن يتحقق ذلك إلا بالتأسي وباتّباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بتطبيق شرع الله الذي ارتضاه لنا عندما قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة 3 ، حيث الجميع حكاماً ومحكومين عبيدٌ لله وحده.

إن مصدر العزة والقوة عند المسلم هو إيمانه بأنه عبد لله وحده. وإن شعوره بعبوديته لله وحده هو مصدر فخره. وهو الذي يدفعه كي يرفض العبودية والانصياع لغير الله كائناً من كان، وشعاره وميزان سلوكه في هذه الحياة أن«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»

أيها المسلمون المؤمنون حقاً في سوريا وفي جميع بلاد المسلمين:
إن حريتنا وعزتنا وكرامتنا لن تكون باتّباع ما يمليه علينا الغرب الرأسمالي الكافر ويزينه لنا، فهو عدوّ ماكر ومخادع وكذاب، ويستغلّ ما نعانيه من بطش وتنكيل وتقتيل، بل تكون حريتنا وعزتنا وكرامتنا باتّباع ما أراده الله عز وجل لنا، وتحقيق ما خَلَقَنا له وأراده منا وأوجبه علينا؛ ألا وهو أن نكون عبيداً لله عز وجل وحده دون أن نشرك به غيره، وبذلك نحرر أنفسنا وننقذها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
إن حريتنا وعزتنا وفوزنا في الدنيا والآخرة بتجسّد بشعارنا الذي أطلقناه في ثورتنا المباركة : «لن نركع إلا لله».
قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الأنفال 24

11 رجب 1433هـ
01/06/2012م

حزب التحرير
ولاية سوريا