publications-hizb-ut-tahrir

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

htcmo201114

pdf 

أوردت مواقع إعلامية متعددة، منها وكالة أنباء آسيا، كلام الشيخ معاذ الخطيب حول زيارته لموسكو مع وفد من المعارضة ممن هم على شاكلته، ومحادثاتهم التي دارت مع وزير الخارجية الروسي لافرورف ونائبه بوغدانوف خلال يومين، وذكر الخطيب أن المسؤولين الروس "أخبرونا أنهم يفكرون في عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من المعارضة السورية، ويهمهم أن يكون هناك توافق على خطوط أساسية، وطلبْنا منهم أن يسعَوا بالتفاهم مع الأميركان ويتوافقوا على صيغة - وليسموها جنيف3 إن شاؤوا - لفتح نوافذ حل سياسي تفاوضي. ووعد الوزير لافروف بطرح الأمر مع وزير الخارجية الأمريكي كيري الذي كان سيلتقي به يومها لعدة ساعاتٍ في الصين، ولم يصلنا بشكل رسمي ما اتفقا عليه بخصوص هذا المؤتمر".

أيها السياسيون الأفذاذ على موائد أعداء الأمة من أمريكا إلى روسيا!

أهكذا تورد الإبل؟ هل يخفى لليوم على النظام العالمي الذي يقف كله مع بشار، وبعد قرابة أربع سنوات من عمر ثورة الشام المباركة بإذن الله، هل يخفى عليه أن أمريكا هي التي تمسك ببشار المجرم وبنظامه وترفض إسقاطه خوفاً من ثورة الشام وأهدافها الإسلامية؟ وهل يخفى عليه أن روسيا لا تملك من القرار إلا ما تمليه أمريكا عليها وأن الأدوار موزعة بين روسيا والصين وإيران وتركيا، وكلها أدوات بيد أوباما يتخبط في استعمالها لا لأنه كمعارضة الائتلاف تتلاعب به وبذكائه الأهواء السياسية بل لأن ثورة الشام أعيته ودمرت كل خططه الشيطانية!

وبينما أرواح الشهداء تصعد يومياً من أرض الشام راضية مرضية إلى بارئها يأتي معاذ الخطيب وجوقته ليعزفوا للثورة أغنية الموت ويضعوا أياديهم الغريبة عنها بيد المجرمين الذين يذبحون المسلمين ويزودون النظام بكل أسلحة الفتك والتدمير. بل ويشكرون المجرم ويبررون له أفعاله ثم يرجونه ويتوسلون إليه أن "يقنع" المجرم الأكبر - أمريكا - بفكرة جنيف٣!

الله أكبر! ما هذا الطغيان والجبروت يا معاذ؟ أما كفاكم ما نتج عن جنيف2 - وقد حذرناكم منها وقتها - من تثبيت وشرعنة دولية لنظام بشار، ألم تشبعوا من شتائم الجعفري وسباب العجوز الشمطاء لكم؟! فماذا أنتم مُنتظرون من جنيف٣؟ هل المزيد من تثبيت النظام ومحاصرة الثورة؟ واتفاق هزيل ذليل بينكم وبين المجرم بشار يبقى به النظام المجرم ممسكاً بمفاصل الدولة الأمنية كي ترضى أمريكا وتُحمى بذلك دولة يهود؟

لا نخال أن معاذاً يجهل التصريحات الأمريكية المتكررة بعزم أمريكا على الحفاظ على "النظام" بمؤسساته الأمنية، كما أنّه يدرك جيدا أنّ هذا "النظام" قد بنته أمريكا وحمته برموش العين منذ أيام الهالك حافظ الأسد، وأنّ أمريكا لا تمانع في إجراء ترقيعات شكلية عليه، كما جرى في مصر وباكستان من قبل، فتأتي بوجه جديد يضمن خدمة مصالحها على وجه أفضل من بشار الذي احترقت ورقته وسقطت شعبيته باعتراف أوباما وغيره من الساسة الأمريكان.

والغريب في موقف معاذ أنه يقر بأن الدول لا تعرف إلا مصالحها، ومع ذلك يتمسك بحبل الخلاص الذي يتوهمه منها!! ولو فكر بتدبر لأدرك أنه لن يجني من الشوك العنب، ولأدرك أن من يأمن الذئب على الغنم فهو مضطرب في قواه العقلية أو خائن سافر... وهل يجهل معاذ وأمثاله أنّ مصلحة الدول الغربية الصليبية تكمن حصرا في استعباد الأمة الإسلامية وتكبيلها بقيود الاستعمار والعبودية؟ أم أنه يستجهل الأمة في لهاثه وراء سراب "الحل السياسي" الأمريكي المعمد بدمائنا وأشلائنا؟

إن ما يقوم به معاذ الخطيب وأمثاله لهو شر مستطير للثورة وتدمير ما بعده تدمير، لهذا نحذر الأمة والمخلصين منه ومن أمثاله. وننصح أهلنا وأحبتنا في شامنا المبارك أن يعتصموا بحبل الله ويستمدوا أسباب النصر منه وحده.

﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾

التاريخ الهجري 27 من محرم 1436
التاريخ الميلادي 2014/11/20م
رقم الإصدار: 1436هـ / 004

المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_41526