publications-hizb-ut-tahrir

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

CMO220413

pdf
دعا الأخضر الإبراهيمي الجمعة 19/04/2013م مجلس الأمن الدولي إلى توحيد موقفه لوقف النزاع في سوريا، معلنا أن الأزمة السورية هي أخطر أزمات العالم. وتزامن هذا التصريح مع تصريحات عديدة لمسئولين في الإدارة الأمريكية حذروا فيها من مغبة تسليح الثوار في الشام خشية وقوع السلاح بأيدي متطرفين، كما كشفت صحيفة الوول ستريت جورنال في تقرير لها أن كبار المسئولين في إدارة أوباما، فاجأوا بعض النواب والحلفاء في الأسابيع الأخيرة برؤية معدلة تجاه الثورة في سوريا: إنهم لا يريدون انتصارا عسكريا حاسما للثوار الآن، لأنهم يعتقدون، على حد قول أحد كبار المسئولين، أن "الأخيار والأفاضل" قد لا يأتون على رأس القائمة أو في المقدمة. ونقل التقرير عن مسئولين قولهم إن الأمر يتطلب مناورة دقيقة لكبح نفوذ المتطرفين وشراء الوقت لتقوية الثوار المعتدلين الذين تأمل الحكومات الغربية في توليهم القيادة إذا أمكن إقناع الرئيس الأسد بالرحيل. وكان جون كيري قال أمام مجلس الشيوخ الأمريكي "نحاول التقدم بحذر للتأكد من أننا لا نسبب مزيدا من الفوضى"، مضيفاً أن "المتطرفين الذين يحصلون على الأموال ويشاركون في المعركة يشكلون بالتأكيد خطراً، وعلينا أن نحاول استبعادهم إذا كان ذلك ممكناً".

بينما أكد وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله أنه "يتعين على المعارضة السورية أن تنأى بنفسها عن القوى الإرهابية والمتطرفة"؛ وحتى فرنسا التي سبق أن دعت من قبل إلى رفع الحظر على الأسلحة الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا، مؤكدة أنه الإجراء الوحيد الكفيل بترجيح كفة الميزان العسكرية لمصلحة المعارضة، تراجعت معتبرة أن الشروط على الأرض "لم تتوفر" لتسليم أسلحة. وحذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمام النواب أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «إذا تركنا الوضع يستمر، فإن سوريا ستواجه خطر التفكك بما سيترتب عن انقسامها من تداعيات على الصعيد الإقليمي، حيث لن تعود أزمة سوريا مشكلة محلية، هذا إذا افترضنا أن تقسيم سوريا لم يبدأ بعد. وفي ظل مثل هذا الظرف، فإن المتشددين سيكونون الفائزين»، وحذر «إذا تمكنت التنظيمات المتشددة الموالية للقاعدة من قلب ميزان القوى، فإن مخاطر عدم الاستقرار ستطال الأردن ولبنان وتركيا. ويجب التفكير في أن العواقب ستطال أيضاً جبهة النزاع العربي- الإسرائيلي».

وكان رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو قد حذر في تصريح له بأن استيلاء الثوار على "الأسلحة التي توجد في سوريا وهذه هي الأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة الكيماوية وأسلحة أخرى خطيرة جداً يمكن أن تغير قواعد اللعبة". وأضاف: "إنهم سيغيرون الشروط، سيغيرون ميزان القوى في الشرق الأوسط.. يمكن أن يشكلوا خطراً إرهابياً على المستوى العالمي".

يحق للمراقب الحصيف أن يتساءل: ما هو الخيط الرابط بين كل هذه المواقف؟ ولماذا لم نسمع بشيء منها عن انتفاضات الربيع العربي التي سبقت في تونس ومصر وليبيا واليمن؟؟ وما الذي يميز الثورة السورية عنها؟؟
والجواب: أن الانتفاضات السابقة قد نجح الغرب في احتوائها وركوب موجتها والتحكم بمسارها، فهي قد فشلت، إلى الآن، في كسر قالب التبعية للدول الغربية، وتم صياغة العهد "الثوري" الجديد بما لا يشكل خطراً على المصالح الغربية، ولا يقدم نموذجاً حضارياً تتطلع إليه شعوب العالم للانفكاك من مآسي النظام العالمي الغربي.

ولو أن قادة الغرب تمكنوا من إيجاد "كرزاي" لهم ليمسك بعنان الثورة في سوريا وضمان صياغة مرحلة ما بعد نظام الأسد بما يخدم مصالحهم، لما تطلب الأمر سنتين من البطش الدموي الذي لم يشهد التاريخ له مثيلاً، إلا سابقة نيرون الذي أعوزته صواريخ سكود، وحتى ستالين لم يستخدم الصواريخ لدك مدن روسيا فوق رؤوس أهلها...

ولكن تصريحاتهم التي نقلنا طرفاً منها تكشف عن حقيقة تخوفهم من أن تنجح ثورة الشام فيما عجزت عنه انتفاضات الربيع العربي: ألا وهو إقامة دولة الخلافة التي ستكسر قالب التبعية للدول الغربية، وتحرر الأمة من مستعمريها، وترفع راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله فتشيّد المجتمع الإسلامي الذي يصبح قبلة العالم. وما ذلك على الله بعزيز.

وأخيراً فإننا نؤكد لكل هؤلاء بأن الخلافة قائمة بإذن الله، وأرض الشام كلها ستكون تحت سلطان دولة الخلافة القادمة إن شاء الله.

التاريخ الهجري 12 من جمادى الثانية 1434
التاريخ الميلادي 2013/04/22م

عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير