publications-hizb-ut-tahrir

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

cmo200413

pdf

نشرت وكالة رويترز عن الأمم المتحدة أنها قالت يوم الخميس 18/4/2013م بأن عائلات سورية أحرقت في منازلها وأن أشخاصا قصفوا بالقنابل وهم ينتظرون الحصول على الخبز، وأن أطفالا تعرضوا للتعذيب والاغتصاب والقتل، وأن مدنا تحولت إلى أنقاض في الحرب المستمرة في سوريا منذ عامين وهو ما وصل بالأوضاع إلى كارثة إنسانية. وأن فاليري آموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة قالت: "الأطفال من أكثر الأشخاص معاناة، فهم يتعرضون للقتل والتعذيب والعنف الجنسي. كثيرون منهم لا يجدون ما يكفيهم من طعام. أصيب الملايين بصدمة نتيجة هول الأحداث... هذا الصراع الوحشي لا يمزق حاضر سوريا فحسب وإنما يدمر مستقبلها أيضا".

إن الدمار الذي تتعرض له سوريا من ممتلكات عامة وخاصة والذي طال كل شيء وصل إلى درجة كبيرة لا يمكن وصفها، وحسب إحصائية اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) التابعة للأمم المتحدة فإن حصيلة العنف حتى الآن قد تكون بلغت 80 بليون دولار، وليت الأمر اقتصر على ذلك بل يسقط كل يوم عشرات بل مئات الشهداء العزل إلا من الإيمان بحتمية نصر الحق على الباطل، حتى وصل العدد حسب إحصائيات الأمم المتحدة إلى أكثر من 70 ألف شخص، عدا عن النازحين واللاجئين داخل سوريا وخارجها. وكان الأطفال هم الأكثر معاناة والأشد تأثرا، وها هم بالإضافة إلى القتل والذبح والجوع والتشرد يتعرضون للتعذيب والعنف الجنسي، وهذه كارثة بكل المقاييس؛ لأننا هنا نتكلم عن جيل المستقبل ورجاله، وهذا يكشف سياسة خبيثة أخرى للطاغية بشار ونظامه وهي سياسة تخريبية للمستقبل بعد أن خرب الحاضر، فهو يريد الدمار الشامل لكل شيء حاضرا ومستقبلا . ورغم هذا كله فإن هناك من يؤمن أنه يمكن الحوار والتفاوض معه وهو المجرم القاتل الذي تنأى وحوش الغابة عن الإتيان بمثل ما يفعله!

إن ما يحصل في سوريا، وبشهادة الأمم المتحدة نفسها، يبين مرة أخرى فشل هذه المنظمات الدولية في تخفيف المعاناة عن أهل سوريا كما تؤكد ذلك آموس التي تقول "ليس لدي إجابة لهؤلاء السوريين الذين تحدثت إليهم والذين سألوني لماذا تخلى العالم عنهم". وكذلك يؤكد أكذوبة المجتمع الدولي وعلى رأسه هيئة الأمم المتحدة والتي تعتبر نفسها الحامية لحقوق الإنسان ومن ضمنها حقوق الطفل بما أصدرته من وثائق واتفاقات دولية اتخذتها حججا وذرائع لغرس عشرات الجمعيات وما تسمى بالمؤسسات غير الحكومية في بلاد المسلمين والتي تعبث في أسرنا وأبنائنا، وتعمل على تغيير القوانين في بلاد المسلمين تباكيا منها على حقوق المرأة والطفل وحمايتهم من الظلم والعنف، ولا تتكلم عن الانتهاكات إلا حين يتعلق الأمر بقانون العقوبات في الإسلام أو أحكام تتعلق بالمرأة المسلمة والتي شرعها رب العزة لصالح وسعادة البشر، وهم في الوقت نفسه يعطون بشار المهلة تلو المهلة والفرصة تلو الفرصة ليزاد بطشا وقتلا وتعنيفا ضد الأطفال والنساء.

وهذه هي عادة الغرب في الكيل بمكيالين.. فأين هم من اتفاقياتهم التي وضعوها كاتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تنص المادة 6 فيها "بأن لكل طفل حقا أصيلا في الحياة والبقاء والنمو"؟! ونحن نرى قتل الأطفال وحرقهم ودفنهم تحت الأنقاض بلا شفقة ولا رحمة، "والمادة 19 التي تتحدث عن الحماية من كافة أشكال العنف وإساءة المعاملة والاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية "؟! وها هم بأنفسهم يقرون أنها منتهكة بشكل فظيع في سوريا، حتى إنهم وصفوا ما يحصل بالكارثة الإنسانية.

فيا من تنادون وتسعون إلى التفاوض مع هذا الطاغية نقول لكم، أَبْقوا على ما تبقي من ماء وجهكم وأعلِنوها صراحة وعاليا أنه لا تفاوض مع هذا النظام المجرم ولا بأي وسيلة، فعلام التفاوض! على دماء الشهداء التي سالت كالأنهار! أم على آلام النساء وكرامتهن وعرضهن! أم على جراح الأطفال ومعاناتهم ومستقبلهم الذي يريد بشار أن يقتله ويئده قبل أن يبزغ! قال تعالى: ((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)).

أيها المسلمون.. يا أهل القوة؛ ألم تتحرك الدماء في عروقكم لما يُرتكب من جرائم في حق أطفالكم في سوريا؟! إن الطاغية السفاح يريد تدمير المستقبل كما دمر الماضي والحاضر... إن هذه الأمة تحتاج أكثر من أي وقت مضى لخليفة قوي يقف في وجه أعداء هذه الأمة... لخليفة عادل رحيم حنون يخاف على أطفال ونساء وشيوخ ورجال هذه الأمة. إننا ندعوكم يا أصحاب القوة أن تضعوا أيديكم بيد أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة فتبايعوه ليحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فيكون الخليفة الأول في الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فيعيد سيرة المعتصم حامي الحمى، وسيرة الخلفاء الأوائل، فيقوى به الضعيف، ويأخذ على يد الظالم، وينشر العدل والرحمة، والأمن والآمان... ((إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)).

التاريخ الهجري 10 من جمادى الثانية 1434
التاريخ الميلادي 2013/04/20م

القسم النسائي
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير