publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

symoe160615

pdf

 لا يزال الاقتتال بين الفصائل هو الأسلوب الأكثر اتباعاً من قبل الغرب الكافر لوأد الثورات، والأكثر تأثيراً على مجريات الأحداث في البلدان التي تشهد انتفاضات ضد الظلم والطغيان، وهذا ما حصل في كل من أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وغيرها. ويتكرر المشهد المؤسف في أرض الشام المباركة. ولطالما حذَّرنا من آثار هذا الاقتتال وأنه لا يخدم إلا النظام وأسياده، ويستنزف طاقات المسلمين ويحرفهم عن هدفهم الأساسي في إسقاط النظام وإقامة شرع الله، ويدفع بالمسلمين في أرض الشام إلى اليأس... فها هو ينبئ بوقوع كارثة إنسانية عظيمة بدأت معالمها تلوح في الأفق؛ فبعد الاقتتال الذي حصل في ريف حلب الشمالي، تم قطع الطريق الواصل بين المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في الرقة وريف حلب الشرقي من جهة، وبين المناطق التي تسيطر عليها باقي الفصائل في إدلب وحلب من جهة أخرى، وانقطع تدفق المواد الغذائية والمحروقات بين الطرفين ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعارها، وشبه توقف للحياة اليومية فيها، ما يشكل عاملاً آخرَ من عوامل القهر والحرمان التي يتعرض لها أهل الشام، من قتل وتدمير وحصار وتشريد من قِبَل النظام، يُضاف إليه الحصار الذي يفرضه الاقتتال بين الفصائل، ما يوقع الفصائل بإثمٍ عظيم بسبب ما ترتكبه بحق المسلمين الذين فرُّوا من مناطقهم التي تتعرض للقصف الوحشي من قبل النظام المجرم إلى مناطق شبه آمنة، ليجدوا أنفسهم في حصار جديد، ولكن هذه المرة على أيدي الفصائل المتقاتلة. وهذا ما يغذي الشعور باليأس بين أهل الشام من تغيير الواقع، ويؤدي إلى ضرب الحاضنة الشعبية للثورة؛ وهذا ما عمل عليه النظام المجرم طيلة السنوات الخمس من عمر الثورة المباركة باستهدافه المدنيين بكافة الوسائل والأساليب؛ وذلك لكسر إرادتهم وزرع اليأس في نفوسهم حتى يقبلوا بأي حل يفرضه عليهم أعداء الإسلام وعلى رأسهم أمريكا التي تكيد للمسلمين في كل بلادهم؛ فتجهض ثورة الشام، وتضيع دماء الشهداء وتضحيات الأمة، وسنين من المعاناة والألم. 

أيها المسلمون في أرض الشام المباركة: لا يخفى عليكم المعاناة العظيمة التي عاناها أهل الشام في سبيل التحرر من الظلم والطغيان، ولا يخفى عليكم كذلك ما عاناه أهل الشام جراء الاقتتال بين الفصائل التي ما خرجت أصلاً إلا لرفع الظلم عن المسلمين؛ فإذا بها تسبب لهم المزيد من المعاناة والألم. والكل يتساءل ما هو الهدف من هذا الاقتتال؟! وما هي النتائج المرجوة منه؟! فالكل خاسر والرابح الوحيد هو النظام المجرم وربيبته أمريكا. وإننا نحمِّل كافة الفصائل المتقاتلة وعلى رأسها تنظيم البغدادي المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى عن هذه المعاناة التي يتعرض لها المسلمون في مناطق الصراع. فكفانا اقتتالاً وكفانا تشرذماً، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). ولتكن جهودنا موجَّهة لإسقاط النظام وإقامة شرع الله على أنقاضه. وإننا نشهد في هذه الأيام حلول شهر رمضان المبارك؛ فلنجعله شهر رحمة بين المسلمين؛ و نهاية لمعاناتهم؛ ولنمزق هذه الحدود التي صنعناها بأيدينا فوق الحدود التي صنعها الغرب؛ عسى الله سبحانه وتعالى أن يكفَّ بأس الذين كفروا، وعساه أن يرحمنا بنصر من عنده، قال تعالى: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ).


التاريخ الهجري 29 شعبان 1436
التاريخ الميلادي 1615
رقم الإصدار: 23436

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير \ ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبدالوهاب