publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ibrahimy

فيما يبدو أنه توطئة لعرض مبادرة تآمرية جديدة لإنهاء الثورة في سوريا، واستكمالاً لإنشاء ماسُمِّي بـ"الائتلاف الوطني السوري"، تداولت وسائل الإعلام خبراً نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في 24/11/2012م تحت عنوان "خطة الإبراهيمي للتهدئة في سوريا" كشفت فيه أن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي سيقدم في 29 تشرين الثاني الجاري إلى مجلس الأمن خطة لإنهاء الأزمة في سوريا تنص على تشكيل "حكومة وطنية انتقالية" من شأنها أن تتمتع بـ"السلطة التنفيذية الكاملة" لقيادة سوريا حتى الاستحقاق الانتخابي البرلماني والرئاسي عام 2014م والتي ستتم تحت إشراف الأمم المتحدة. ونقلت "لوفيغارو" عن أحد المقربين من الإبراهيمي قوله إن "هذه الانتخابات، والتي ستشمل أيضا الانتخابات المحلية ستتم بالتزامن في وقت واحد". وكتبت نقلاً عن مصادر مطلعة أن الحكومة الانتقالية ستضم أعضاء من المعارضة وبعض المسؤولين في النظام السوري الحالي، منوهة بأن الخطة تنص على أن "الأسد سيستكمل ولايته، ولكن دوره سيكون تمثيلياً فقط". وأوضحت المصادر "أنه فيما يتعلق بمستقبل بشار الأسد السياسي وخصوصاً ما إذا كان يستطيع ترشيح نفسه من عدمه في الانتخابات الرئاسية في 2014م، فإن موقف الإبراهيمي غامض بشكل متعمد لعدم ضرب أي معسكر" إن كان موالياً أو معارضاً. ونقلت "لوفيغارو" عن مقربين من الإبراهيمي أن خطته تعتمد إلى حد كبير على الائتلاف الوطني السوري الجديد..". وهنا لفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن "الإبراهيمي يريد إقناع الرئيس مرسي للضغط على الإخوان المسلمين في سوريا، والتي تهيمن على الائتلاف السوري المعارض، بحيث تقبل الخطة".ووفقا للمصادر المقربة من الإبراهيمي فإن جماعة الإخوان المسلمين في مصر هي الوحيدة القادرة على "دفع أصدقائها في سوريا في هذا الاتجاه". كما فعل الرئيس مرسي مؤخراً حين أقنع قادة حماس بقبول الهدنة مع (إسرائيل).

وإننا إزاء هذا الخبر نسجل التعليق التالي:
إن مثل هكذا خطة للحل غير مستبعدة لأن جعبة الإبراهيمي خفيفة لا تحمل كثيراً من الخيارات. ولايخفى أن هذه الخطة ليست بجديدة، وهي خطة أمريكية تحقق مصالح أمريكا في إبقاء الحكم في سوريا بعد الأسد بيدها؛ لذلك كانت تقوم على تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من معارضة الائتلاف الذي أنشئ على عين السفير الأمريكي النشيط في سوريا فورد، بالإضافة إلى بعض المسؤولين في النظام السوري الأسدي الحالي العميل لأمريكا، ولكن بزعم أن أيديهم لم تتلطخ بدماء المسلمين! كذلك فإن هذه الحكومة ستمارس مسؤولياتها في ظل بقاء السفاح بشار أسد وأجهزته الأمنية القمعية المجرمة. ولعل أكبر مؤشر يدل على أن هذه الخطة هي خطة أمريكية هو أن عرَّابها هو الأخضر الإبراهيمي وهو عرَّاب أمريكا المشهور، ورجلها للمهمات الدولية الصعبة، ثم إن أمريكا بهذا الحل تحفظ رأس عميلها بشار، وتجعل انتقال السلطة في سوريا سلمياً سياسياً كما كان يصرح بذلك كبار مسؤوليها، أي تجعل الحكم ينتقل من يدها اليمنى إلى يدها اليسرى!
إن على المسلمين في سوريا أن يدركوا جيداً أن الحلقة قد ضاقت على رقبة السفاح بشار ونظامه المجرم، وأن الغرب بات على عجلة من أمره، وهو يريد أن يسبق الحل الإسلامي الذي يتقدم بسرعة على أرض الداخل. وعلى المسلمين كذلك أن يدركوا أن لعبة إنشاء "الائتلاف الوطني السوري" والمجيء بشيخ دمشقي(معاذ الخطيب)، ووضعه في الواجهة...! إنما كان لذرِّ الرَماد في عيون المسلمين، وظناً من الغرب وأتباعه أن المسلمين سرعان ما سينقادون لصنيعتهم "الائتلاف"، وينسون آلامهم من الجرائم الوحشية التي ارتكبت بحقهم، ويتنازلون عن آمالهم في إقامة دولة الخلافة التي ستكون مبعث عزهم بعد فَقْد، وسراج دربهم بعد رُشْد... غير أن هذا الظن من الغرب وأتباعه سيرديهم بإذن الله.

أيها المسلمون الصابرون في سوريا عقر دار الإسلام، يا أبناء الصحابة والفاتحين:
لقد آن الأوان لأن تجبروا الغرب على أن يرفع يديه عن اللعب بمصائر المسلمين، وآن الأوان لأن تُقطع كل يد عميلة تمدُّ إليه، وآن الأوان لأن يعرف الجميع أن المسلمين لن يسلموا قيادهم إلا للذي يرعى شؤونهم بالإسلام، وإنها لحظات حاسمة في تاريخ ثورتكم، أن تعطوا قيادتكم للمخلصين العاملين لإقامة الدين وتحكيم الشرع بإعلان الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ إذ هي الأمل الوحيد بخلاصكم مما أنتم فيه، وها هو حزب التحرير يمد يده إليكم فمدوا أيديكم إليه، واجعلوا يد الله فوق أيدينا جميعاً بعقد الصفقة معه سبحانه قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

12/1/1434 هـ
26/11/2012م 

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
المهندس هشام البابا