symoe3007161

pdf

تزداد معاناة أهل الشام يوماً بعد يوم في ظل تآمر دول العالم عليهم، فالمجازر أصبحت يومية والشهداء تحولت إلى أرقام ولا معين لهم إلا الله وكفى به معيناً. وقد جاءت ثورة الشام لتفضح كذب المجتمع الغربي ونفاقه؛ وكذب ديمقراطيته العفنة التي ظهر زيفها ودجلها أمام مطالب أهل الشام بإسقاط النظام وتطبيق حكم الله على أنقاضه فأسفرت تلك الدول عن وجهها الحقيقي في حرب لا تبقي ولا تذر على شعب أراد أن يتحرر من ظلم الرأسمالية لينتقل إلى نور الإسلام، وكل هذا ليس مستغرباً في ظل هذا النظام الدولي الذي يقوم على الحقد على الإسلام والمسلمين واستعمار الشعوب ومص دمائها، فالله سبحانه وتعالى أخبرنا بحقيقتهم بقوله: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) وقال: (...وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِع مِلَّتَهُمْ...).

أيها المسلمون الصابرون على أرض الشام:

ليست المشكلة في تآمر دول العالم علينا فهذا دأبهم، وليست نقصاً في العدة والعتاد والرجال فالنصر ليس مرتبطاً بها، لكن المشكلة في غياب الإرادة الحقيقية لإسقاط هذا النظام المجرم عند بعض قيادات الفصائل؛ وفقدان قراراتها المستقلة التي سلبها الداعم فتحكم هو بقراراتها وجبهاتها؛ وحدد لها خطوطاً حمراً؛ وأشغلها في معارك جانبية تستنزف طاقاتها وتضيع جهودها، وليس هذا فحسب؛ بل كان سبباً في تفرقها وتنازعها، فنتج عن ذلك خسران مناطق عدة؛ وابتعاد عن الهدف الأساس ودفع تكاليف باهظة من دمائنا وأرواحنا.

أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام: إن تحديد المشكلة يهدي إلى الحل؛ فلا بد للقيادات المرتبطة بالدول التي تدعي دعم الثورة السورية من أن تفك ارتباطها بهذه الدول لتستعيد قراراتها وتتخلص من قيودها؛ ومن ثم تعلن عن وحدتها حول مشروع الخلافة الذي بشر بقيامها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحكم الجبري الذي نعيشه؛ وهكذا تكسر كل الخطوط الحمر التي فرضها أعداء الله فتجعل كل ثقلها في ضرب رأس النظام وخاصرته المتمثل في دمشق والساحل، عندها نستطيع أن نقول أن قيادات الفصائل تسير في الطريق الصحيح الذي يستحق نصر الله وبغير ذلك لن تنتهي معاناتنا وستضيع الثورة في نفق المفاوضات المظلم، فسارعوا إلى الأخذ على أيدي قيادات الفصائل المرتبطة لفك ارتباطها قبل أن تغرق السفينة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(….. فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا) رواه البخاري. (هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْباب).

التاريخ الهجري 25 شوال 1437هـ
التاريخ الميلادي 3016م
رقم الإصدار: 02337هـ

المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا

التسجيل المرئي: