symoe260816

pdf

بعد أكثر من أربع سنوات من الحصار المطبق حيث سطر أهلنا والمجاهدون في داريا أعظم البطولات وقدموا التضحيات الكبيرة في سبيل الله عزَّ و جل، وصمدوا في وجه الهجمات الوحشية لنظام الإجرام ومن يسانده استخدموا فيها كل ما يملكون من وسائل القتل والتدمير بمباركة من العالم أجمع وبتخاذل واضح من قادة الفصائل المرتبطين بالمال السياسي القذر والداعمين المتآمرين على ثورة الشام وأهلها... بعد هذه التضحيات، وبعد خذلان الفصائل لأهل داريا، وتقاعس الحكام في دول الجوار عن نصرتهم، وقَّع المفاوضون يوم الجمعة بتاريخ 2616 اتفاقا يقضي بخروج أهالي داريا الى صحنايا و مجاهديها إلى إدلب بإشراف الصليب الأحمر الدولي!
وحسب ما ذكرت قناة الجزيرة فإن رئيسة وفد النظام المفاوض هي ابنة قائد الفرقة الرابعة والتي هددت بإبادة جميع مدنيي داريا ومجاهديها.

أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
ها أنتم رأيتم بأم أعينكم نتيجة المال السياسي القذر الذي طالما حذرنا الفصائل منه كيف جعلهم مكبلين عاجزين عن نصرة إخوانهم في داريا وغيرها. وكيف جعلهم منقادين لقرارات الداعمين لا يتجاوزن خطوطهم الحمراء التي ما وضعت إلا للمحافظة على النظام ومنعه من السقوط. وكيف جعلهم مسلوبي الإرادة لا يسمح لهم إلا بخوض المعارك الجانبية، أما المعارك التي تزلزل أركان النظام وتقضي عليه في دمشق وفي خاصرته في الساحل فهي محرمة عليهم من قبل داعميهم. وهاهو النظام باتفاق داريا هذا وإخراج أهلها ومقاتليها يبعد خطر المعارك عن دمشق لأنه يدرك أنها مقتله وهو يحاول إبعاد المجاهدين عنها. وما فعله في داريا سيحاول فعله في غيرها من المناطق حتى ولو كان يعقد معها الهدن أو الاتفاقات.

أيها المجاهدون على أرض الشام
إن الذين رَهَنُوا أنفسهم وقراراتهم للدول العميلة المرتبطة بالغرب الكافر ولأعداء ثورة الشام وجعلوا لهم عليها سبيلا بحجج وذرائع شتى لن يحققوا لأهل الشام نصرا ولا خلاصا بل سيَغرقون ويُغرِقون من خلفهم.
إن الذين يصنعون النصر على أرض الشام هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، امتلكوا قرارهم وإرادتهم، فكانوا عبيدا لله وحده نصروه حق نصره ونصروا أهلهم وأمتهم وانحازوا إلى فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه.
هكذا يكون الذين ينصرون دين الله وأهلهم وأمتهم، الذين يستجيبون لقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...)

إننا إخوانكم في حزب التحرير - ولاية سوريا
ندعوا المخلصين جميعا أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام الله عز وجل، ويأخذوا على أيدي من رهن قرارنا لإرادة أعدائنا. وندعوا قادة الفصائل جميعا وخاصة المرتبطة أن يقطعوا علاقاتهم مع الدول الداعمة، ولا يخونوا تضحيات أهلنا ودماء شهدائنا. وليكن التخاذل عن نصرة داريا وما حل بها الحدث الذي يوقظهم عن الانحدار في هاوية الذل والخسران في الدنيا والآخرة. ولن يُغسل عارُ هذا التخاذل إلا بقطع حبائل الدول الداعمة العميلة والاعتصام بحبل الله وحده، ونصرة المستضعفين من أهل الشام، والعمل من أجل نصرة مشروع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، معتمدين بعد الله عز وجل على أنفسنا وما نكسبه من أعدائنا، ممتلكين لقرارنا وإرادتنا واثقين من وعد الله لنا بالنصر والتمكين، وفي ذلك عزنا وفوزنا وخلاصنا وفي غيره ضياعنا وهلاكنا وخسراننا.


قال تعالى:(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)

التاريخ الهجري 23 من ذي العقدة 1437هـ
التاريخ الميلادي 2616م
رقم الإصدار: 02437هـ

المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا

التسجيل المرئي: