publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

symoe291216

pdf

بعد النداءات المتكررة بتوحد الفصائل لمواجهة الخطر المحدق بثورة الشام ها هم قياداتها قد توحدوا أخيراً، ولكن حول وقف إطلاق النار مع منتهك الأعراض وقاتل الأطفال والنساء والشيوخ، فطووا بذلك سنوات ست من التضحيات، ورموا وراء ظهورهم أنهاراً من دماء الشهداء، وهم الذين عاهدوهم على النصر أو الشهادة وبايعوهم على الجهاد في سبيل الله، لكن مشيئة الداعمين أبت إلا أن ينقضوا عهدهم ويقيلوا بيعتهم لتجعلهم سماسرة في سوق المفاوضات النجس.

لا شك أن الوصول إلى وقف إطلاق النار كان نتيجة تفاهمات أمريكية روسية، وكان أحد مقررات فيينا منذ أكثر من سنة، واستطاعت أمريكا تحقيقه من خلال فكي الكماشة الروسية والتركية، ليُترجم على أرض الواقع بهذا الاتفاق المخزي والمذل، وليضع الثورة على مذبحة المفاوضات السياسية، للوصول إلى الحل السياسي الأمريكي الذي يتجلى بالدولة المدنية الديمقراطية العلمانية مع المحافظة على أدوات القتل والتدمير المتمثلة بالجيش والأمن، بل والعمل على ضم الفصائل المقاتلة لهذا الكيان المجرم ليكونوا في خندق واحد ضد أهل الشام.

إن القبول بهذا الاتفاق يجعل من أعداء الأمس أصدقاء اليوم، ومن أخوة الأمس أعداء اليوم، ويوجد شرخاً كبيراً بينهم مما يمهد لاقتتال لا يبقي ولا يذر بين مؤيد له ورافض، وهذا ما يريده الغرب الكافر ولن يعجز عن ايجاد الذرائع له، بالإضافة إلى أن وقف إطلاق النار سيكون من طرف واحد وهذا الطرف هو الفصائل الموقعة عليه، أما الفصائل الرافضة فهي مستهدفة بحجة محاربة الإرهاب، وهذا يعني استمرار القصف والتدمير واستمرار المعاناة بينما يستعيد طاغية الشام شرعيته وينعم بالأمن والأمان بل والحراسة من أعدائه المفترضين.

أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:

لقد أراد المتآمرون على ثورة الشام ومن ارتبط بهم من قادة الفصائل أن تكون خسارة حلب الصدمة التي تقودنا للتخلي عن ثورتنا والقضاء عليها وعلى ثقتنا بأنفسنا، فاندفعوا في إقرار حلهم القاتل محاولين تبريره بالحفاظ على الدماء وانهاء معاناة الناس. لكن الحقيقة هي أن دماء أبنائنا وشهدائنا قد هانت على قيادات الفصائل الموافقة على جريمة وأد الثورة، وقد رخصت أعراض نسائنا عليهم، بل قبل كل هذا وذاك هان عليهم دين الله عز وجل، فقبلوا بمفاوضات على أسس علمانية ديمقراطية تفصل الدين عن الحياة. وما ذاك إلا من نتائج المال السياسي القذر والارتباط بالداعم الذي حقق سياسياً ما عجز عنه أسياده عسكرياً، ومن نتائج تخلينا عن واجب المحاسبة المتمثل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... فأدركوا أيها العقلاء سفينتكم قبل أن تغرق، فقد اتسع الخرق واتسع، وأقيموا جداركم قبل أن ينهار، وخذوا على أيديهم قبل أن نهلك جميعاً، ولا تتولوا فتجري عليكم سنة الاستبدال، واحذروا أن تكونوا كالذين وصفهم الله عز وجل بقوله: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا)، وأعلموا أن الله محيط بكيد الكافرين، وأنه عز وجل منجز وعده بالنصر والتمكين لعباده المؤمنين المخلصين قال تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).

التاريخ الهجري 30 ربيع الأول 1438هـ
التاريخ الميلادي 2916م
رقم الإصدار: 00838هـ

المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا

التسجيل المرئي: