publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

symoe240217

pdf

بعد أن أطفأ مال الداعمين جذوة المعارك في حوران؛ فخيم جمود جبهات القتال مع النظام على مشهد الجنوب لفترة طال أمدها على أهلنا في الشام، حتى يخيل للمرء أن حوران مهد الثورة قد تخلت عن ثورتها؛ وتوقفت عن نصرة إخوانها، وأن المصالحات والمفاوضات مع النظام على الحل السياسي الأمريكي أصبح مآلها...

جاءت معركة "الموت ولا المذلة" التي أعلنت عنها غرفة البنيان المرصوص في درعا /12/ شباط لتقلب الطاولة على خطط الداعمين بالمال القذر، وانهال المخلصون من المقاتلين إلى درعا؛ يتسابقون للمشاركة في معركة طال انتظارها، فقد تاق أهل الشام لمعارك يكون قرارها وتخطيطها ودعمها ذاتياً؛ بعيداً عن تحكم الداعمين وارتباطاتهم.

فظهرت صورة رآها الكثيرون؛ صورة خرج فيها المقاتلون على قادتهم المرتبطين، وخالفوا أوامر الداعمين في مشهد يثبت أن من له الثقل ويملك القرار هو أهل البلاد وليست الدول وأدواتها وأموالها.

وأما موقف الدول؛ فقد ناصبت الكراهية والعداء لهذه المعركة، فقد حاولت منعها؛ إذ انسحبت فصائل عدة قوية قبيل المعركة ثم حاولت إفشالها بمنع تذخيرها... ومارست الكثير من الضغوط لإيقافها، وقد شاهد الكثيرون أنه في الوقت الذي يغلق فيه النظام الأردني حدوده في وجه جرحى المعركة؛ رافضاً تقديم العلاج لهم وتركهم ينزفون حتى الموت، فإنه يفتح مجاله الجوي فتعبر حدوده طائرات النظام المجرم وطائرات روسيا؛ لتتمكن من المناورة بحرية؛ تصوب أهدافها على أهلنا في حوران...، لكن كل ذلك لم يثن عزيمة المخلصين عن الثبات والقتال فكان نصر الله لهم، وقد حرروا أغلب حي المنشية الاستراتيجي المشرف على مناطق تواجد النظام الذي يجعلها في مرمى نيرانه، الأمر الذي جعل النظام يفجُر في رده وقصفه ويزيد من تدميره.

وأما مال الداعمين الخبيث؛ فقد لفظه المجاهدون وإن كثر، واكتفوا بدلاً منه بمال الحاضنين الطيب وإن قل، فقد هبت الحاضنة في سخاء تجمع الصدقات؛ وهي على محدوديتها أكثر بركة من ملايين دولارات الدول...

أيتها الفصائل المقاتلة على أرض الشام: لطالما وضعنا بين أيديكم أن الدول الداعمة لا تريدكم أن تنتصروا على النظام؛ ولا أن تسقطوه لتقيموا بعده دولة الإسلام... وأن سبيل الدول عليكم هو الدعم الذي يقدمونه لكم لكي تسيروا بأهلكم معهم؛ وتوصلوهم بعد كل هذه التضحيات إلى إعادة إنتاج النظام المجرم من جديد؛ عبر قنوات المفاوضات لإرساء الحل السياسي الأمريكي الذي يعرضونه عليكم...، فأديروا ظهوركم لدعمهم؛ وأعرضوا عنهم؛ وأصلحوا ما بينكم وبين حاضنتكم الشعبية؛ وسيروا على مشروع سياسي واحد يوحدكم خلف قيادة سياسية واعية مبصرة؛ تقودكم لكي تسقطوا النظام وتقيموا على أنقاضه دولة الإسلام، فإن كنتم تخشون مكر الدول فتلك درعا أمامكم ما ضرها كيد الداعمين.

أيها المخلصون المقاتلون على أرض الشام: كنتم تظنون أنفسكم عاجزين على مخالفة أوامر الداعمين؛ وترون أنفسكم أعجز عن فتح معركة بعيداً عنهم، والآن قد أثبتت معركة درعا خطأ هذه التصورات... وكنا وضعنا بين أيديكم نصيحة نفيسة منذ باكورة جهادكم...وها نحن نعيدها عليكم... أن تضعوا أيديكم بأيدي أمثالكم؛ وتختاروا قيادتكم العسكرية من أصحاب الكفاءة منكم؛ وتكتفوا بدعم حاضنتكم؛ وتقطعوا كل ارتباط مع الدول؛ وتسيروا خلف حزب التحرير قيادة سياسية على مشروعه السياسي؛ يعبر بكم بإذن الله ظلمات مكر الدول ومؤامراتها عليكم؛ ويوصلكم لهدفكم الذي خرجتم من أجله؛ إسقاط النظام وإقامة نظام الإسلام على أنقاضه.

يا أهلنا في الشام: أنتم من يفشل خطط الدول الماكرة بثباتكم على هدفكم طوال هذه الفترة؛ وأنتم الحاضنة لفصائلكم والمقاتلين من أبنائكم؛ وأنتم من يصحح لهم اعوجاجهم ويَأطِرُهم على الحق أطراً؛ وأنتم مصدر الدعم الذي شرعه الإسلام لجهادنا، فلا تتركوا أبناءكم عرضة لتحكم دول الداعمين تقودهم لهلاكهم باقتتال بينهم؛ وتضعفهم وتسمح للنظام أن يتفرد بهم، فأقبلوا على أبنائكم المقاتلين المخلصين؛ والتفوا حولهم حمايةً ودعماً وتأييداً وحضانةً؛ وسيروا معهم على مشروع حزب التحرير خلف قيادته السياسية لتحققوا أهدافكم في إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

التاريخ الهجري 27 جمادى الأول 1438هـ
التاريخ الميلادي 2417م
رقم الإصدار: 1438/012هـ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا