publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

I-SY-117-10-026

pdf

سلمت الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها "غير الفتاكة" لسوريا إلى رئيس أركان الجيش السوري الحر العميد سليم إدريس والعقيد عبد الجبار العقيدي اللذين تسلماها بفرح وسرور وإطراء ومديح لأمريكا. ولم يكتفيا بذلك، بل خط إدريس بقلمه رسالة ود وامتنان لأوباما شخصياً يؤكد له فيها أن بشار الأسد قد تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها "سيدي الرئيس" في ثلاثة مواقع. ورجاه بالمساعدة وإيقاف القتل والدمار الممارس من قبل نظام بشار هذا.

إنه بات لايخفى على من عنده أدنى بصيرة أن السفاح بشار ونظامه القمعي يرتكب مجازره بتواطؤ وتآمر مع المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا. وأمريكا هذه تعتبر في موازين السياسة الدولية الدولة الأولى في العالم ويعتبر السفاح بشار ونظامه الأمني المجرم عميلاً لها؛ لذلك هي تساعده بطريقتها، وتعمل على إجهاض الثورة ضده. ومن هذه الطريقة عدم السماح، عبر مجلس الأمن الدولي، بمدَّ المعارضة المسلحة بالسلاح الفتاك بحجة الخوف من أن يقع بيد المسلمين الذين ينادون بحكم الإسلام، بل وبالسكوت على مدِّه بأعتى الأسلحة الفتَّاكة وبالرجال وبالمال وبالمخابرات، وبالسكوت كذلك على مجازره التي لم يعرف التاريخ المعاصر شبيهاً لها، والتي استعمل فيها كل وسائل وأساليب التقتيل، وحتى استعمال السفاح للسلاح الكيميائي تعاملت معه أمريكا بكل فقدان لأي حسٍّ إنساني ولأي شعور بالمسؤولية، فقد فرضت التعامل معه على أنه "استخدام محتمل" وليس مؤكداً. وعليه فإن أمريكا هي العدو فاحذروها، هي رأس الأفعى والسفاح بشار ذنبها، هي أسُّ المشكلة لا جزء من الحل. وإنها للجريمة الكبرى والخيانة العظمى أن يتعامل معها على أنها مفتاح الحل، أو أن أوراق الحل بيدها، أو أن يطلب منها التدخل العسكري... فإن هذا انتحار سياسي وإبقاء للحكم بيدها، وهو فوق كل ذلك حرام، وحرمته شديدة جداً.

إن أمريكا الآن تفتش عن حل في سوريا من خارج السفاح بشار، وذلك بعد أن فشلت في إبقائه بالرغم من مجازره المروِّعة بحق المسلمين، والتي كان يرتكبها بأوامر منها وبحمايتها. وهي الآن تقول إنها تسعى لدفع السفاح على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع المعارضة للاتفاق بينهما على سوريا المستقبل، وهي تطالب برحيله لا بمحاكمته، وهي تفتش من بين المعارضة عمن تثق به أكثر من غيره ليكون الطرف الذي يقبل بأن يفاوض السفاح بشار، ومن هذا الباب تأتي عملية تسليم سلاحها "غير الفتَّاك" إلى العميد سليم إدريس التي ذكرت وسائل الإعلام أنه التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الشهر الماضي في إسطنبول، وجرت اتصالات مكثفة بينه وبين السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد الذي يدير الملف السوري. هذا وقد أصبحت الصحف الأمريكية تصفه بـ "صديقنا في المعركة"، أي معركة توحيد المعارضة المسلحة لمصلحة أمريكا وفي مواجهة المنادين بالخلافة فهي تُرعب أمريكا وأحلافها وتقضُّ مضاجعهم... والذي يراقب تصريحات هذا الرجل ومواقفه يرى أنها تصب في المصب الأمريكي: فهو أعلن عن استعداده للتفاوض مع ضباط كبار من الجيش النظامي من بينهم علويون في إطار البحث في مرحلة انتقالية في سوريا التي قد تكون عن طريق "حكومة انتقالية شبه عسكرية"، وهو أعلن أنه يطالب أمريكا بتسليحه من أجل دفع بشار على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وكذلك بدأت التصريحات والتحليلات والإحصاءات تكبِّر دوره على الأرض بما يخدم المخطط الذي يسير فيه.

أيها الثائرون في أرض الشام الكريمة: لقد صرخ أجدادكم قديماً "المنية ولا الدنية" وصرختم في ثورتكم "الموت ولا المذلة". وإننا في حزب التحرير حذرناكم سابقاً وما زلنا نحذركم "من أية تسوية مع النظام مهما كان اسمها: انتقالية كانت أم دائمية، برعاية الجامعة العربية أم المنظمة الدولية، مع رأس النظام أم أطرافه وأذنابه، فهم سلسلة من السوء والخيانة، آخذٌ بعضها بأذناب بعض، لا يختلف أولها عن آخرها... فلا تمكنوهم منكم بحال إلا أن تَقْبروا هذا النظام وأركانه. ولقد حذرنا العكيدي سابقاً وجهاً لوجه من مخالفة أوامر الله وبينا له بأن الثورة لن ترحم من يقف في وجهها، ولقد أرسلنا لإدريس عبر العاملين معه أن الطريق الذي يسلكه في الاستقواء بالكافر المستعمر هو موت زؤام. وقد كان جواب الأول "أننا مع الثورة وما يريده الشعب سننفذه"، وجواب الآخر "أننا نظهر لهم المودة كي نصل لما نريد"! نعم، إننا في حزب التحرير نرى أن هذه القيادات إنما تسلك طريقاً لايرضي الله ولارسوله ولا أهل الثورة الذين أعلنوها لله فقط. فكيف يدَّعون أنهم ينفذون رغبة الثوار ثم يريدون تدخلاً للكافر المستعمر في سوريا؟! وكيف يزعمون أنهم مع توجهات أهل الثورة الإسلامية بينما هم يتجاهلونها وهي أمام أعينهم؟! وكيف يعرضون حتى عن راية ولواء المصطفى عليه الصلاة والسلام وهما ترفرفان في سماء الشام، ويصرون على رفع راية الكولونيل هنري بونسو، المفوض السامي الفرنسي في لبنان وسوريا، الذي صمم علم سوريا الأخضر والأبيض والأسود وقرره علماً لها، فهل كلام فرنسا وكولونيلها أرفع عنده من كلام سيد البشر ورسول رب العالمين؟! نعم إن الله يشرف أقواماً بما أراده شرفاً لهم، ويذل أقواماً بما يظنونه أنه شرف لهم!

أيها المسلمون الأتقياء في شام الإسلام: إن أمريكا التي يسعى البعض لتمكينها بعد بشار تسير في خطة ماكرة، وهي أنها تأمره بارتكاب المجازر المروِّعة المتكرِّرة بحقكم، وأن تكون في كل مرة أفظع من سابقاتها، وتمتنع وتمنع من تسليحكم وتفتح بابه لعدوكم، وتحاصركم في الموقف الدولي بحيث لا يستطيع أحد أن يمدَّكم إلا بالقليل القليل من المواد الأغاثية مع الكثير الكثير من الذل، وكل ذلك حتى يركب اليأس رؤوسكم ويملأ قلوبكم وتدفعكم إلى الاستسلام. فخذوا على أيدي العملاء والأذناب والمنضبعين بالغرب، فإنهم خرجوا من عباءة النظام الذين رغم انشقاقاتهم المتأخرة مازالت عقليتهم متأثرة به، فساروا على طريق الهاوية بالسقوط في أحضان أعداء الأمة الإسلامية.

إننا في حزب التحرير معكم بإذن الله، ثابتون على الحق، وعلى إعلاء كلمة الله، ومصممون بإذن الله القوي العزيز على بذل الوسع لإقامة الخلافة الراشدة، ونسأل الله سبحانه أن نحيا على ذلك ونموت عليه، كما أن رايتنا هي "العُقاب" راية رسول الله slawtsmall، ولن نحيد عن كل ذلك حتى بيعة الخليفة قريباً بإذن الله. وإنها لراية منصورة بعونه سبحانه، فسارعوا إليها لعل الله يكتبكم عنده أنصاراً جدداً لدينه ولدولته.. قال تعالى: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ * فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ))

التاريخ الهجري: 22/06/1434
التاريخ الميلادي: 03/05/2013

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
المهندس هشام البابا