٢٠١٩١١١٤ ٢٢٤٦٠٩

 pdf

بيان صحفي:

آن الأوان لتصحيح مسار ثورة أهل الشام

 

إن ما وصلت إليه ثورة الشام مؤخرا لا يتناسب أبدا مع حجم التضحيات التي قدمتها، فقد انحرف مسارها بشكل كبير؛ وما ذلك إلا نتيجة ارتباط قادة الفصائل بالدول الداعمة؛ التي أغرقت الثورة بالمال السياسي القذر في محاولة منها لإفسادها.

ومع أننا في إصداراتنا ومسيراتنا نبهنا على ذلك مراراً وتكراراً، إلا أن كثيراً من المخدوعين لم يقتنعوا بما كنا نصدع به!!، على كل لقد تبين الآن للجميع حتى للمخدوعين إذا عقلوا بأن الدعم والأموال التي كانت تقدم لقيادات الفصائل لم تكن إلا ثمنا لمصادرة قرارهم السياسي وقيدا لأسر إرادتهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل أصبحت هذه القيادات تمارس على أهل الشام التضييق والظلم والقمع والتسلط الذي خرجوا ضده، حتى تحولت إلى عقبة أمام تطلعات أهل الشام بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام؛ مما دفع أهل الشام للتحرك من جديد؛ ولكن هذه المرة ضد الفصائلية المقيتة التي قدمت مصلحة الفصيل على مصالح الثورة الشرعية، ولكن دافع هذا الحراك كان مقتصرا على المشاعر وتقلباتها ولم يكن مبنيا على ثوابت و أفكار مبلورة؛ وهذا ما يجعله عرضة للاحتواء السهل أو الامتطاء السريع وحرفه عن مساره؛ شأنه في ذلك شأن الحراك ضد طاغية الشام الذي تم احتواؤه ومن ثم امتطاؤه وحرفه عن مساره، ولذلك كان لابد من تصحيح المسار ولا بد من تحصين هذا الحراك بأمور عدة أهمها:

- جعل ثوابت الثورة هي المرتكز له وهي: إسقاط النظام بكافة أشكاله ورموزه، ومن ثم إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ التي بشر بعودتها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتحرر من دول الكفر وإنهاء نفوذها، هذه الثوابت لا يمكن تحقيقها إلا بقطع العلاقة مع ما يسمى بالدول الداعمة وعلى رأسها النظام التركي؛ الذي بان للجميع تآمره على ثورة أهل الشام، وقبل هذا لابد من إنهاء الحالة الفصائلية التي كانت سببا للتشرذم والتنازع والاقتتال لبسط السيطرة والنفوذ، والعمل على أن يكونوا قوة واحدة مخلصة لله سبحانه، وصادقة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

- تبني مشروع سياسي واضح منبثق من عقيدة الإسلام، هذا المشروع من شأنه تحصين الحراك من أي اختراق أو محاولة امتطاء أو حرف مسار، وذلك لأن المشروع سيكون هو الميزان الذي توزن به أي قيادة للحراك.

- تبني قيادة سياسية واعية ومخلصة؛ تعمل على توحيد جهود جميع المخلصين تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ومن ثم يسير الحراك وفق المشروع السياسي المنبثق من عقيدة الإسلام، مشروع الخلافة الراشدة الحقة.

هذه هي أهم خطوات تصحيح مسار الثورة للوصول بها إلى بر الأمان؛ ولقطف ثمار تضحياتها بما يخدم مصالح الإسلام والمسلمين.. وهذا هو ما يدعوكم إليه حزب التحرير/ ولاية سوريا، الرائد الذي لا يكذب أهله: قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).

 

أحمد عبد الوهاب

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا

 

الخميس، 17 / ربيع الأول / 1441هـ

14/11/2019م

رقم الإصدار: 001 / 1441هـ