٢٠٢٢٠٢٠٤ ٢٢٥٨٤٩

 pdf

قامت ليلة الخميس بتاريخ 3/2/2022م، مجموعة من مروحيات الأباتشي الأمريكية، بإنزال جوي قرب بلدة "أطمه" في الشمال المحرر، مستهدفةً زعيمَ تنظيم الدولة "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي" حسبما صرح الرئيس الأمريكي "بايدن"، وقد أسفر الهجوم عن مقتل ما يقرب من ثلاثة عشر مدنياً بينهم أطفال ونساء.

وقد سبقها بيوم واحد قصفٌ براجمات الصواريخ على مدينة "الباب"، أسفر عن أكثر من ثمانية شهداء؛ وعدد من الجرحى، أما قصف نظام الإجرام والمحتل الروسي فلم يتوقف أبداً.

كل ذلك يحدث والمنظومة الفصائلية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام وحكومتا "الإنقاذ" و"المؤقتة" لم تحرك ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيها، بل هي منشغلة بملاحقة واعتقال كل من ينتقد سياساتها، وبالتضييق على الناس في أعمالهم والتسلط عليهم.

أليس حَريّاً بمن يحتكر القوة، ويسلّط حكومات الجباية على رقاب الناس؛ أن يتصدى لكل اعتداء يستهدف المدنيين في المناطق المحررة ويرد عليه؟

ألم تحرك الدماء الزكية التي تراق كل يوم بمبررات شتى، وهذه العربدة والاعتداءات على ما يسمى "محرراً"، ألم تحرك بقية من نخوة في النفوس؟ أم أنها ماتت عندما باعوا أنفسهم وأصبحوا عبيداً لداعميهم؟

إن ما يحصل من إجرام بحق الأبرياء والمجازر المستمرة من جميع الأطراف، الأعداء ومن يسمون الأصدقاء، والتغاضي عن كل الجرائم المروعة التي ارتكبها النظام المجرم والعمل لإعادة شرعيته الدولية، يُظهر بشكل قاطع تآمر المجتمع الدولي والدول الفاعلة على أهل الشام وعلى ثورتهم.

كما أن تخاذل المنظومة الفصائلية المرتبطة، وتسلطها على أهل الشام، وتنمّرها عليهم، واعتقال الصادقين من أبنائهم، وتَنكُّب هذه المنظومة عن ثوابت الثورة، كل ذلك يظهر حاجة أهل الشام إلى قيادة واعية صادقة صاحبة مشروع ينبثق من عقيدتنا، لتصحح مسارنا، وتوحد جهودنا، وتسير بنا على بصيرة وفق طريقة شرعية محددة، لإسقاط نظام العمالة، وإقامة حكم الإسلام مكانه، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.

إن الواجب الآن هو الصدع بكلمة الحق في وجه المتسلطين، بعد أن ظهرت حقيقة تخاذلهم وتسلطهم علينا وخدمتهم لمخططات أعدائنا، والتغييرُ عليهم بعد أن ظهرت حقيقتهم، فإن سكوتنا عن هذا الظلم وهذا التخاذل سيزيد من شقائنا وذلنا من أعدائنا، وممن يتسلط علينا، لن نكتفي عند ذلك بتضييع دماء الشهداء، وتضييع كل التضحيات التي قُدمت، بل سنعود حسب مخططاتهم، من جديد للعيش تحت ظل أنظمة الكفر والقهر والهوان.

أيها الصادقون على أرض الشام: إن الدماء الزكية التي تراق كل يوم، توجب علينا أن نكمل مسيرتنا، حتى يمنّ الله علينا بالفرج والنصر والتمكين، وإن ذلك لآتٍ بإذن الله، إن نحن صدقنا الله في أقوالنا وأفعالنا، واعتصمنا بحبله، وتوكلنا عليه وحده.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم﴾.

===
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

الجمعة، 03 رجب 1443هـ
04/02/2022م
رقم الإصدار: 1443 / 06