بيان صحفي
إن شراكة "الآلية التنفيذية" لَهِيَ جُرمٌ كبير وخيانة عظمى
"مترجم"
 
اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بتاريخ 11 آب 2012 بمسؤولين أتراك رفيعي المستوى وبالمعارضة السورية حيث أجرت محادثات مع كلا الطرفين، وفي نهاية المحادثات تم اتخاذ قرار بتشكيل قوة تعرف بـ"الآلية التنفيذية". بعد هذا القرار ولأول مرة وفي 23 آب 2012 اجتمع مسؤولون أمريكان وأتراك وأجروا خُططا حول المواضيع التالية: "دعم المعارضة السورية، الإسراع في كل من نهاية نظام بشار الأسد والابتداء بالمرحلة الانتقالية، موضوع اللاجئين، وأهم شيء وهو مرحلة ما بعد نظام الأسد."
 
إن التفاصيل التي تم الإعلان عنها بخصوص ما بات يُعرف بشراكة "الآلية التنفيذية" تظهر الأمر التالي بكل وضوح؛ ما زالت أمريكا وبمساعدة من تركيالم تجد ولحد الآن عنوانا مناسبا للمرحلة الديمقراطية التي تريد أن تفرضها على شعب سوريا. علاوة على ذلك فإنها -أي أمريكا- منزعجة جدا من وجود المسلمين في سوريا الذين استمروا على مدى الأشهر الماضية بصمودهم وكفاحهم ضد المجرم بشار الأسد إذ يريدون تتويج كفاحهم المبارك هذا بإقامة دولة إسلامية هناك. لهذا السبب فإن أمريكا هي مع بقاء نظام البعث وفي الوقت نفسه تريد أن يذهب بشار الأسد من الحكم. فهي تتربص لإيجاد فرصة مناسبة لذلك دون أن ينفرط عقد جيش النظام المجرم أي دون أن تحدث حالة فراغ في السلطة.
 
 إن هذه الاتفاقية التي يعقدها حكام تركيا لم تكن الأولى في تاريخها ولن تكون الأخيرة إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فشراكة الشر هذه هي أعظم إثماً عند الله وأعظم خيانة للشعب السوري المظلوم. فتركيا التي هي عضو في الناتو وتدور في فلك الولايات المتحدة الأمريكية فضَّلت دائما الوقوف بجانب الولايات المتحدة الأمريكية في احتلالها لأفغانستان والعراق وفي كل مخططاتها الشريرة الأخرى. فبالرغم من الدماء التي أُريقت لعشرات الآلاف من الشهداء في سوريا ها هي الآن تدعم "المجلس الوطني" وهو مشروع أمريكي الصنع وتنشئ بالتعاون مع أمريكا قوة تعرف بـ"الآلية التنفيذية" للقضاء على إسلامية الثورة لما بعد الأسد. فوالله إن هذه الشراكة لهي من أسوأ الشراكات على وجه الأرض التي يغضب الله عز وجل عليها. فإذا كان حكام تركيا يريدون إنشاء شراكة لحل الأزمة السورية فإن هذه الشراكة والتعاون يجب أن تكون مع المقاومين في سوريا ضد بشار الأسد الكافر ومع المخلصين من المسلمين العاملين لإقامة دولة الخلافة.
 
 إن الشراكة الخبيثة التي أنشأتها أمريكا تحت ما يسمى "الآلية التنفيذية" هي إحدى الخطط الشريرة التي رسمتها أمريكا لكي لا تثمر المقاومة الإسلامية في سوريا عن مشروع دولة إسلامية. لهذا السبب فإن الحراك المشترك لحكومة حزب العدالة والتنمية مع أمريكا يعني أنه شراكة أيضا في أي ظلم يمكن أن يقع. إننا وحتى هذا اليوم لم نرَ أي عملية قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية إلاَّ وأسفرت عن إراقةٍ لدماء المسلمين وانتهاكٍ لأعراض حرائرنا وقتلٍ لكل إنسان دون تفريق بين طفل أو مدني وتدنيسٍ لكل المقدسات ووضعها تحت الأقدام وخيانةٍ للمسلمين وبالمحصلة ضرر للمسلمين. فهذه الشراكة الباطلة لن تغير بإذن الله وجهة المقاومة السورية وهذا المخطط الشرير لن يبوء أصحابه إلا بالإثم. قال تعالى: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" المائدة 2
 
التاريخ الهجري    10 من شوال 1433
التاريخ الميلادي    2012/08/28م 
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية تركيا