لقد قام إخواننا المسلمون وما زالوا يقومون بالرد المطلوب على "فنَّاني" الغرب الهمجيين والمسيئين لكرامتنا وشرفنا ونبينا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وذلك بالنزول إلى الشوارع وتحديهم للعالم أجمع. إن ردود أفعال المسلمين هذه لم تكن ضد الفنانين الدمى المسيئين فحسب بل كانت بشكل عام ضد الغربيين الكفار الذين من شدة غيظهم وحقدهم على الإسلام يعملون على الإساءة له ولمقدساته. ذلك أن الغرب الكافر وعلى مدى التاريخ لم يتعايش مع الإسلام والمسلمين بسلام ولن يستيطع أن يتعايش معهم ومع دينهم إلى قيام الساعة.

لم يكتف الكفار بالإساءة إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) فبعدها قاموا بتصريحات تشجب المسلمين بسبب إظهار ولائهم لرسولهم من خلال نزولهم إلى الشوارع، لأن التفافهم حول رسولهم بهذا الشكل أرعب الغربيين وقض مضاجعهم. فعلى أثر ارتفاع وتيرة هذه الأحدات قام الرئيس الأمريكي أوباما بالاتصال هاتفيا برئيس الوزراء إردوغان وطلب منه أن يُهدِّئ المسلمين. فكل التصريحات التي أدلى بها إردوغان وسائر حكام البلاد الإسلامية تلبية لطلب أوباما بدعوة المسلمين إلى عدم الرد وضبط النفس لهي دليل على ولاء هؤلاء الحكام للغرب.

علاوة على ذلك فإن إردوغان وحول هذا الموضوع أدلى بتصريح شرح فيه مفتخرا بالإنجازات التي حققها خلال السنوات العشر الأخيرة واعترف بذلك قائلا: "لقد أصبحنا دولة بمثابة مانعة الصواعق، حيث قمنا في السنوات العشر الماضية بتنفيس المسلمين." إذ لم يقم أحد بانتقاد رئيس الوزراء بسبب أقواله هذه أو شجبه. إن عجز رئيس الوزراء وسائر الحكام أعطى الجرأة لذوي النفوس والعقول العفنة، ولذلك قام أحد الصحفيين في تركيا يدعى سَفان نِيشانيان واعتبر هذه الإساءة الكبيرة والافتراءات على أنها حرية تعبير. ولقد رأينا كيف اكتفت بعض منظمات المجتمع المدني ومفكرين إسلاميين من الذين يصحوا بعد من السكرة التي أصابتهم من وجود حكومة وحكام في البلاد استطاعوا أن يخدعوا الناس، فقامت هذه المنظمات وهؤلاء المفكرون بنقاش وجدل عقيم وهم يقيمون غطرسة الغربيين واكتفوا بالإدلاء بتصريحات فارغة وخجولة، فمثل هذه التصريحات العاجزة تشجع ذوي النفوس والعقول العفنة على أن يقترفوا ما هم مقترفون.

وليكن معلوما جيدا أن التهجم على مقدسات المسلمين لَيُظهر مدى حقد الغربيين الكفار على الإسلام ومقدساته، وأن دعوة الحكام أمثال رئيس الوزراء إردوغان ومن كان على شاكلته من المؤسسات والهيئات والشخصيات دعوتهم المسلمين إلى عدم الاكتراث واللامبالاة لهذا التهجم لهي خيانة للمقدسات الإسلامية. وهذا يُعد بمثابة وضع سد أمام صعود الإسلام ودعوة المسلمين إلى السبات في الوقت الذي تتحرك فيه الأمة نحو الوعي.
مع العلم أن الواجب على هؤلاء الحكام المتسلطين على رقاب المسلمين أن يعملوا على إرضاء الله سبحانه وتعالى وكسب قلوب المسلمين وليس على تطمين الغربيين وإرضائهم حيث يتهجمون على المقدسات الإسلامية. وهذا فقط بإمكانهم أن يفعلوه إذا أعلنوا الخلافة الراشدة الثانية التي بشر بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحكموا بما أنزل الله ووضعوا حدا لمن يتطاول على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

التاريخ الهجري 18 من ذي القعدة 1433
التاريخ الميلادي 2012/10/04م

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا