publications-others

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

pdf

قام كيان يهود اللعين والمسمى بـ"إسرائيل" يوم الأربعاء في 14 تشرين الثاني 2012م بالاعتداء على مدينة غزة حيث قَتل المسلمين هناك وجَرحَ المئات منهم. وأمام هذا الحقد والعداء لكيان يهود فقد دخل حكام البلاد الإسلامية فيما بينهم في سباق إطلاق تصريحات الشجب والاستنكار.

قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارته التي أجلت سابقا إلى تركيا يوم الاثنين في 3/12/2012، حيث عقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء إردوغان بعد حضوره الاجتماع الثالث لمجلس التعاون رفيع المستوى. وخلال الاجتماع أثنى كلا منهما على قوة العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي والسياسي مما يدلل مرة أخرى على أن سياسة الاستقطاب التي يدعيها كلا البلدين حيال المسألة السورية أمر مصطنع.

إن مصافحة هؤلاء الكفار الذين سفكوا دماء المسلمين في أفغانستان من خلال اتّباع سياسة الاحتلال لعدة سنوات والذين قتلوا عشرات الآلاف من المسلمين في الشيشان لهو خيانة عظمى قبل كل شيء لدماء المسلمين. كما إن استقبال الإدارة الروسية في تركيا بهذه الحفاوة هو أيضا إثم عظيم، فهذه الإدارة الروسية تدعم الأنظمة الاستبدادية القمعية في آسيا الوسطى وتغطي على الظلم الذي تمارسه، كما إنها تمارس أعمال الضغط على مواطنيها المسلمين وتعتقلهم كما فعلت في الأيام القليلة الماضية بسبب أنهم يريد العيش بحسب الإسلام وحملهم للدعوة الإسلامية. كيف يمكن استقبال الزعيم الروسي الذي قدم الدعم الكامل لنظام البعث وهو يمارس أبشع جرائمه منذ أشهر طويلة بكل هذه الحفاوة وعلى هذا المستوى الرفيع من قبل إردوغان الذي يدعي أنه يقف بجانب الشعب السوري؟ فهل بهذه السرعة تتغير معايير الصداقة والعداوة بالنسبة لحاكم مسلم؟

لقد صرح رئيس الوزراء إردوغان خلال المؤتمر الصحفي المشترك قائلا: "إن تلاقي أفكارنا الأساسية في السياسة الخارجية مع الصديقة روسيا من خلال مواقفها لهو أمر يبعث على السرور." أما كان ينبغي على رئيس الوزراء إردوغان بعد هذه التصريحات أن يصرح بأن تركيا منذ البداية كانت مع روسيا في هذه اللعبة القذرة حيال المسألة السورية؟ فبدلا من أن يقدم الاعتذار إلى الشعب السوري ويعترف صراحة بأنه كان جزءا من هذه اللعبة القذرة راح يتباهى بما عقده من اتفاقيات اقتصادية وتعاون سياسي مع روسيا. أما وزير الخارجية أحمد داود أوغلو فقد قيم نقاط الاختلاف القائمة بين تركيا وروسيا حيال المسألة السورية خلال برنامج حضره في اليوم نفسه قائلا: "إن العلاقات التركية الروسية هي أهم من كل هذه التموجات."

ألم تعلنوا بالأمس أنكم أصدقاء للشعب السوري؟ ألم تعلنوا بالأمس أيضا أنكم ستقفون في وجه كل من يقف بجانب نظام البعث الذي يسفك دماء الشعب السوري ومن يدعمه من الدول؟ سرعان ما تغيرتم! وما أسرع ما نسيتم ما قلتموه بالأمس؟ ترى هل الاتفاقيات الزهيدة التي أبرمتموها مع روسيا هي التي قربتكم من هذا النظام الظالم والكافر إلى هذا الحد وأجبرتكم على مسح دموع التماسيح التي ذرفتموها على الدماء التي سُفكت من الشعب السوري؟

إن دماء المسلمين في سوريا ما زالت تنزف، فالشعب السوري يضحي بدمه من أجل الإسلام وهو بحمد الله لا يثق بزعماء أمثالكم ممن يتاجرون بدمائهم، بل هم يثقون في ولائهم للمجاهدين المؤمنين وللقيادة السياسية الواعية. وقد تعاهدوا معلنين للعالم أجمع أنهم لن يقبلوا بأي حل غير الإسلام ونظام حكمه المتمثل بدولة الخلافة الراشدة. إن الشعب السوري يبتغي العزة والشرف عند الله بينما أنتم تبتغون العزة عند الروس بثمن بخس. فهذا هو الفرق الذي يميز الشعب السوري عنكم في المجال السياسي والثقافي، لعلكم تعقلون.

قال تعالى: ((الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)) [النساء 149]

التاريخ الهجري 23 من محرم 1434
التاريخ الميلادي 2012/12/07م

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا