publications-others

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية لبنان

PDF

في الوقت الذي يشهد فيه العالم بأسره على مآسي أهل سوريا الذين شرّد نظام بشار أسد منهم الملايين داخل سوريا وخارجها ‏وقتل عشرات الآلاف منهم، يعمد التيار العوني حليف نظام أسد متمثِّلاً بشخص وزيره جبران باسيل إلى التعاطي مع النازحين منهم ‏إلى لبنان على أنهم طفيليات مزعجة يجب التخلص منها ومنع دخول المزيد منها!
عجيب أمركم أيها العونيون،لم تتركوا خطًّا من الخطوط الحمر إلا وتجاوزتموه، ولم تدّخروا وسيلة لابتزاز المشاعر والعصبيات ‏العنصرية إلا وتوسّلتموها، حتى أشدّ الحالات الإنسانية مأساوية اتّخذتموها وسيلة لبازاركم السياسي الرخيص! عيب يا أصحاب المعالي ‏والسعادة والزعامة! إن عَدِمتم أدنى الاعتبارات الإنسانية في نهجكم السياسي فلا أقلّ من أن تستروا عورتكم وإفلاسكم الأخلاقي!‏
تخوِّفون النصارى من استقرار النازحين في لبنان كما فعل النازحون من فلسطين سابقًا. وتعودون من جديد إلى إثارة مسألة اختلال ‏التوازن الديمغرافي، والجميع يعرف أنكم تقصدون به التوازن الطائفي، ولولا أنّ غالبية النازحين هم من المسلمين لما أطلقتم هذه ‏الصيحة.‏
أيّ توازن هذا الذي تتحدّثون عليه؟! هل ما زلتم حتى الآن تراهنون على التوازن الطائفي في لبنان وقد بات النصارى لا يشكّلون ‏أكثر من ربع سكانه؟! أتحسبون أيها العونيون أنكم ما زلتم تعيشون في العام 1920 حين ضمّ غورو الصغير مدن الساحل وعكار ‏والجنوب والبقاع إلى متصرفية جبل لبنان العثمانية وقدّم لأسلافكم ما سمّاه لبنان الكبير هديّة، سالخاً مئات الآلاف من سكّانه عن ‏أمّتهم وأهليهم في بلاد الشام؟! لقد بات هذا الوهم من الماضي يا حضرات العونيين. وبات محتّمًا عليكم اليوم أن تكفّوا عن المراهنة ‏على التوازن الطائفي، وأن تعودوا إلى الضمانة التي ركنتم إليها طوال مئات السنين، حين لم يكن التوازن الديمغرافي هو الضامن لكم، ‏وإنما تمسُّكُ المسلمين بحسن الجوار والتسامح مع أصحاب الأديان والطوائف، لا كرم أخلاق منهم وحسب، وإنما انصياعًا منهم لأوامر ‏الإسلام التي أمرت بذلك. أما الرهان على التوازن الطائفي وحلف الأقليات الآثم والاستقواء بالغرب اللئيم فقد بات رهانًا خاسرًا دون ‏أدنى شكّ. فكفّوا أيّها العونيون عن ركوب الأمواج العاتية، فموجة الأمة العارمة ستُغرق كل من يقف في وجهها مهما شمخ أنفه ومهما ‏غرّه بها الغَرور.‏
اسمعوها جيّدًا أيها العونيون:‏
النازحون السوريون كما الفلسطينيون من قبلهم ليسوا غرباء ولا ضيوفًا في لبنان، إنهم في بلدهم وبين أهليهم في أرض الشام ‏المباركة، ولا نريد منكم ولا ممن يتابعونكم على موقفكم أن تستقبلوهم في بيوتكم، ولا يسرّهم أن تفعلوا. أما الذين يعرفون الفضل ‏لأهله ولا يتنكّرون لأصولهم فإنهم يتشرّفون باستقبال أهليهم وإخوانهم الذين شرّدهم حليفكم "جزّار أسد".‏
وللمناسبة أيها التيار العوني، هلا سألت حلفاءك عن حسن وفادة أهل سوريا لآلاف النازحين من لبنان سنة 2006؟!‏
حقًّا لا يسعنا إلا أن نكرّر من جديد قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ ‏تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ).ِ‏

الثلاثاء ، 25 صفر،1434هـ     الموافق   8-1-2013

 المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية لبنان

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_22211