publications-others

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

2013 05 14 Turkey MO

pdf

(مترجم)

بحسب الإحصاءات الرسمية فقد سقط أكثر من 50 قتيلا من المسلمين وزهاء 100 جريح في الانفجارَيْن المنفصلَيْن اللذَيْن وقعا يوم السبت 11 أيار/مايو 2013 في مدينة الريحانية الحدودية التابعة لمحافظة أنطاكيا التركية التي تؤدي إلى الحدود السورية عبر نقطة حدود "جيلفا كوز". إننا نتوجه إلى أهل وذوي الذين فقدوا حياتهم من إخواننا في الريحانية بالتعازي سائلين الله تعالى أن يتغمدهم برحمته الواسعة ومتمنين لجرحاهم الشفاء العاجل. على الرغم من دخول الثورة في سوريا عامها الثالث إلا أن المسلمين عموما وأهل مدينة الريحانية خصوصا قاموا تجاه إخوتهم في سوريا بواجب الأخ نحو أخيه وكانوا من السَّبَّاقين في تقديم كل أشكال المساعدة إليهم. إذ القصد من مثل هذه التفجيرات زرع بذور الفتنة بين الإخوة من خلال القيام بمثل هذه الأعمال الوحشية لِكَتْمِ أنفاس الشعب السوري، إلا أن أهل مدينة الريحانية لن يقعوا في هذا الفخ. ذلك أن الرابط بين الشعب في سوريا وبين الشعب في تركيا ليس كرابط الكفار الفاسد بل هو رابط قوي متين نابع من العقيدة الإسلامية.

لقد أظهر هذا العمل البشع مرة أخرى أنه لا قيمة لدماء المسلمين لدى قوى الكفر من نظام البعث المجرم إلى أمريكا التي تسعى للحفاظ على نفوذها في سوريا إلى أوروبا التي تبحث عن إيجاد نفوذ سياسي لها هناك. إن أمريكا تعمل جاهدة على تنفيذ مخططاتها القذرة والدموية لإطالة عمر عصابة البعث التي قتلت على مدى العامين المنصرمين زهاء مائة ألف مسلم بأبشع الأشكال وزجَّت بمئات الألوف منهم في السجون وتسببت في ترك الملايين منهم بيوتهم وديارهم، وذلك لتضييق الخناق على المجموعات المخلصة التي تسعى لتتويج الثورة الإسلامية في سوريا بقيام دولة الخلافة الراشدة ولتضييق الخناق كذلك على الشعب المسلم هناك وتركه للموت.

وكما هو معلوم فقد اتخذت كل من أمريكا وروسيا قرارا بشأن مستقبل سوريا في اتفاق جنيف، وبموجب هذه الاتفاقية سيتم تشكيل حكومة جديدة يكون نظام البعث فيها صاحب الثقل الكبير بالإضافة إلى ممثلين عن المعارضة التي تطمح إلى سوريا ديمقراطية. علاوة على ذلك فإن كلا من أمريكا وروسيا توصلتا إلى قرار سيتم بموجبه عقد مؤتمر دولي بخصوص سوريا خلال شهر أيار/مايو الجاري. إن هذا القرار هو لدليل واضح على أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تريدان استمرار بشار الأسد ونظام البعث في الحكم في سوريا. أما أوروبا ودول الخليج فإنها تريد وضع الولايات المتحدة الأمريكية في موقف حرج من خلال المطالبة بإسقاط بشار الأسد في أسرع وقت ممكن والحصول في المستقبل على نفوذ سياسي في سوريا.

تُرى ماذا فعلت الدولة التركية وغالبية شعبها مسلمون؟ وماذا فعل رئيس وزرائها إردوغان الذي ما فتئ يذكر في كل تصريح له بأنه يعتبر الشعب السوري أخاً له؟ فماذا فَعلت كلٌّ من الدولة ورئيس وزرائها من أجل نصرة الشعب السوري؟ وهل تنتهي المسؤولية بمجرد توزيع الخيام والبطانيات والخبز على اللاجئين فقط؟ إن الدولة ورئيس وزرائها لم يفعلا شيئا يذكر سوى أنهما تبنيا المجلس السوري الوطني ومجلس الائتلاف للمعارضة والثورة في سوريا السائرَيْن وراء أمريكا وقد أصبحا جزءاً أساسياً من المخطط القذر الذي رسمته أمريكا. فأصبحت الدولة ورئيس وزرائها يتبعان سياسة إعطاء المهل التي يطبقها ما يسمى بالمجتمع الدولي! حيث مازال يكتفي فقط إلى يومنا هذا بشجب المجازر التي يرتكبها بشار الأسد من جهة وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة أمريكا بينما مئات المسلمين هناك يُقتلون يومياً. إن هذا النوع من إطلاق العبارات الجوفاء لم يزد نظام البعث إلا تماديا في ارتكاب المجازر والهجمات أكثر وأكثر. قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)) [الصف: 2].

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

التاريخ الهجري 04 من رجب 1434
التاريخ الميلادي 2013/05/14م