النظام التركي يراقب عن كثب الاحتجاجات في المحرر ويعيد ترتيب أوراق

 

لوحظ في الفترة الأخيرة بعض التغيرات في علاقة النظام التركي بفصيل هيئة تحرير الشام ، هذه التغيرات تأخذ منحى ضعف العلاقة ، فبعد أن كانت أذرع الهيئة في الشمال كتجمع الشهباء وغيرها ترى نفسها باقية وتتمدد ، تراها الآن تسير بشيءٍ من الانكماش ، وخاصة بعد أن تم تخليص أبو أحمد زكور جهاراً (ليلاً) من يد الجولاني ، مما شكل له ضربة معنوية لم يتلقاها من قبل ، يضاف عليها إخراجه للقيادات العسكرية الذين اعتقلهم بشكلٍ مفاجئٍ ، و كانوا غير قادرين حتى على الوقوف تقريباً نتيجة التعذيب الشديد ، مع رؤية الجولاني بحالةٍ ذليلةٍ ولأول مرة ، وكذلك محاولة الاعتذار الفاشلة التي قام بها الجولاني ، إضافةً لصرخات النساء والرجال التي تتعالى شيئاً فشيئاً في مناطق الهيئة تنادي بإسقاطه هو وجهازه الأمني القذر ، كل ذلك كان له تأثير مضاف لهذه المستجدات .
على ما يبدو أُجبر النظام التركي على إعادة حساباته تجاه الهيئة ، فبدأ بخطوات عملية لإعادة هيكلة الجيش الوطني ، كتقوية أجهزة الشمال مثل الشرطة العسكرية والقضاء ووزارة الدفاع وترتيب أوراق الفصائل ، (هذا الترتيب الذي لن ينتهي) هذه المرة بشكل أكثر جدية ، فبعد محادثات أستانا 21 الأخيرة يسعى النظام التركي لإعادة ترتيب المنطقة ، والسير نحو الهدوء والاستقرار تمهيداً لتسليمها ، وهذا ما صرّح به رئيس وفد المعارضة لأستانا أحمد طعمة عبر مقابلة له على قناة تلفزيون سوريا ، حيث قال: "الذي تحقق إيجابياً في محادثات أستانا الأخيرة هو قرار التهدئة في الشمال السوري المحرر ، وحوكمة المنطقة والعمل على النهضة الاقتصادية والعودة إلى الحياة الطبيعية" ، لذلك تصب الجهود المبذولة لمحاولة التشجيع على المشاريع الاقتصادية (لتنمية المناطق المحررة) .
هذه الأمور هي رسم (خارطة طريق) للوصول إلى الحل السياسي الأمريكي (الاستسلام الكامل) ، والذي يعمل عليه النظام التركي من خلال تهدئة المنطقة ، وإنهاء الحالة العسكرية كنوع من التخدير ، ولإيجاد (بيئة آمنة) تمهيداً لتسليمها للنظام المجرم ، وهذا ما يسميه النظام التركي العملية السياسية الانتقالية التي لن تنجح بإذن الله .
 
-----------------
محروس هزبر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا