التضليل الإعلامي لن يخفي الحقائق الواضحة

 



عندما انطلق طوفان الأقصى ورأينا العزيمة والثبات من جند الله الصادقين في مقارعة الظالمين ، الأمر الذي أحدث ضجّةً إعلاميةً ضخمة ، وحرّكت الرأي العام في العالم الإسلامي والغربي ضد هذا الكيان الغاصب ، الذي يعد نقطة متقدمة بالنسبة للغرب في البلاد الإسلامية ، وقد قصمت ظهر الكيان و أظهرت ضعفه في مواجهة المسلمين .

فبدأت عميلة التضليل الإعلامي ، لما فيها من تأثيرٍ كبيرٍ في هذه الحروب ، فقد سعى الغرب جاهداً لأن يشغل الشعوب بأمور ثانوية تنسيهم القضية الأساسية ، فبعد التضليل الإعلامي من قبل أنظمة الكفر وأدواتهم من حكام بلاد المسلمين ، ومع استمرار الكيان بالمجازر والقصف المكثّف ، هادفاً لإضعاف العزيمة بتهديد المجاهدين بأهاليهم وكسر إرادتهم ، الأمر الذي يظهر زيف الإنسانية التي يدعيها الغرب ، والتغافل الإعلامي الكبير عن المجازر ، التي يقتل فيها الأطفال و الشيوخ و النساء و الأبرياء .

رغم كل هذا الضغط الكبير نرى صمود المجاهدين من مقاتلين ومدنيين ، وقد احتسبوا أمرهم عند الله و لم يطلبوا المدد إلا من عنده وحده ، و أدركوا مدى الخذلان الكبير من حكام بلاد المسلمين ، الذين خانوا الله ورسوله والمؤمنين عندما تغافلوا عن نصرة المستضعفين ونصرة الأقصى المبارك ، فهذه الأرض المباركة غايةٌ في الأهمية لجميع المسلمين ، فقد ذكرها الله عز وجل في كتابه المنزّل عندما قال في بداية سورة الإسراء
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ }

والواجب علينا اليوم أيّها المسلمون ألّا نتقاعس عن نصرة إخواننا ، وأن لا نقف مكتوفي الأيدي ، وأن نجدد الخطاب لجيوش المسلمين التي تعقد عليهم المسؤولية الكبرى أمام الله عز وجل في نصرة المسلمين والمستضعفين ورفع الظلم عنهم .

وعلينا أن نعلم وندرك أن قضية الأرض المباركة هي قضيّة المسلمين جميعاً ، و نركز على الاهتمام بها بدل الانسياق وراء المواضيع الملهية المضللة ، و عدم الانشغال بما يبثه الإعلام التابع لأنظمة الذل والعار ، كالتضخيم الإعلامي الكبير بما يخص (كرة القدم) التي يحاولون بها إشغال شباب المسلمين وإبعادهم عن قضيتهم المصيرية وعن نصرة إخوانهم المسلمين .

وكما أننا نخاطب الجيوش بأنهم أهل القوة و النخوة والحمية ، و أن نصرة المسلمين والمستضعفين تقع على عاتقهم ، لا ينبغي أن نتغافل عن توجيه الخطاب لشباب المسلمين بأن لا يسيروا خلف ما يبثّه المضللون في إعلامهم ، بل يجب على شباب المسلمين أن يدركوا المسؤولية الكبيرة على عاتقهم ، فالشباب هم جوهر الأمة وقلبها النابض ، يتوجب عليهم الوقوف في وجه هذه الأنظمة العميلة ، والعمل على هدم عروش الحكام الظالمين وتحرير قرار جيوش المسلمين ، ليتحركوا نصرةً لإخوانهم في غزة وفلسطين .

 


-------------------------
حمـزة الحموي