photo 2025 04 22 17 30 01



من أراد أن يبني بيتاً قوياً يبحث عن قاعدة صلبة، ويدرس التربة وتحملها، وقواعد متينة ليثبت عليها البنيان. أما من يبني بنيانه على أرض هشة بدون قواعد، لا يريد ان يبذل جهداً ولا تكاليف، يريد أن يسكن فيه ولو كان من ورق، ويهتم فقط بزخرفه الخارجي ليظهر للناس جمال بيته وبنيانه، فهو سرعان ما ينهار تاركاً وراءه كل الزخرف والجمال ركاماً.
فبناء دولة تحكم بما أنزل الله اذا لم يكن على قواعد شرعية للحكم بيّنها لنا شرع ربنا وعلمنا إياها رسولنا صلى الله عليه وسلم، وقد تم تحديد قواعد الحكم في الإسلام، نقول إذا فقدنا هذه القواعد فلن تنفعنا عند ذلك كل الزخارف التي يزعمونها من "تسامح وتأخي بين القاتل والمقتول وبناء سوريا الجديدة والبلد للجميع، والمساوات وحقوق الإنسان، والتعايش والحريات، ولا مشكلة مع أحد من الداخل والجوار"؛
و هذا يعني الدعوة لنسيان مآسي الماضي ومجرميه و العيش على أساس حكم علماني جديد يجمع بين القاتل و المقتول و الظالم و المظلوم والمجرم و الضحية على صعيد واحد.
إن مصطلحات التسامح والتعايش و نسيان الماضي وبناء سورية الحديثة ما هي إلا مصطلحات مخادعة وضعها أعداء الإسلام، ليزينوا لنا البيت الجديد الذي يرضون عنه، ويريدونه بعيداً عن حكم الإسلام السياسي، بيتاً رسموا هم حدوده وأعلامه، أبوابه وأقفاله بأيديهم.
لذلك نقول لأهلنا في الشام أن ها قد ساق الله لنا بتدبيره نصراً عظيماً، فاحذروا أن تعودوا وترمموا البيت القديم وتكملوا بنيانه على شفا جرف هار بحجج واهية لا ترضي الله بل هي عين ما يطلبه أعداؤنا، فسرعان ما يهوي وينهار ليصبح أثراً بعد عين.
فالقواعد الصحيحة والبناء المتين يجب أن يكون على تقوى من الله ورضوان يقام فيه شرع الله ودستوره الذي ارتضاه لنا.
قال تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

 

----------
كتبه: محمود البكري
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا