photo 2025 05 08 12 03 29

 

 



عندما تقوم الثورات فإنها تثور لتغيير واقع تراه فاسداً ترعاه أنظمة وقوانين تشرعنه وتحميه، فإذا انتصر أهل الثورة على النظام السابق فإن أقرب شيء يتبادر لأذهانهم ليس فقط التخلص من الحكام الذين كانوا حراساً لتلك الأوضاع الفاسدة، بل وأيضاً للتخلص من تلك القوانين التي شرعنت الفساد. وما لم يتم تغيير هذه النظم والقوانين فإن الثورة لا تكون قد حققت شيئاً سوى استبدال لأشخاص الحكام الذين سيتحولون لحراس جدد لنفس النظم الفاسدة السابقة.

فالمطلوب من قيادة المرحلة في دمشق اليوم هو حمل وجهة نظر أهل الثورة المسلمين لتطبيقها في واقع الحياة حتى لا يكونوا منفصلين عن حاضنة الثورة وأهلها فيكونوا في وادٍ وهم في واد آخر .

وعليهم ألا يدفعوا أهل الثورة لتجاوز دورهم الذي يأملونه منهم.
ففي حدث سابق شاهدنا كيف قام بعض المجاهدين بحلق شعر شاب تعرض لإحدى الفتيات وصوروه وهو يتجول بشوارع دمشق وهو ينادي (كنت عم لطش بنت) فمفهوم أهل الثورة عن النساء هو مفهوم الإسلام بأنهن أمهات وبنات وعرض يجب أن يصان، ولهذا يجب أن توضع التشريعات المنبثقة عن عقيدة الإسلام ومفاهيمه موضع التطبيق .

ولو فعلوا ذلك لكان قرار إلغاء هذه الأماكن المشبوهة المحرمة هو من أول القرارات دون مراعاة لأي حسابات أخرى لأنها أماكن يمارس فيها شتى أنواع المحرمات شرعاً.

فالعودة إلى الحاضنة والتعبير عن تطلعاتها هو المطلوب، عبر تبني الإسلام بتشريعاته ومقاييسه التي تجعل الحاضنة متحدة حول مشروع الإسلام الذي يعيدنا عباداً لله تعالى لا عباداً للمصالح والأهواء.

------------
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مرعي الحسن