photo 2025 06 16 21 55 25



من البديهيات في السياسة أن إقامة الدولة المبدئية تقوم على فكرة عقائدية شاملة لكل نواحي الحياة، على المستوى السياسي والإقتصادي والإجتماعي والتعليمي والثقافي ونظام الحكم والقضاء وتشريع القوانين.
والدولة المبدئية الوليدة لا تكون امتدادا للدولة السابقة لا بجزئيات ولا بكليات، بل تقضي على كل مايمت إلى الدولة السابقة من الرجال والأفكار والأوساط كرجالات الدولة السابقين والأفكار السائدة والأوساط السياسية والإقتصادية و الأدبية والإعلامية وغيرها التي استخدمها النظام السابق لدعمه و ترويجه و تبرير سلوكه. وعلى هذا فالحكومة السورية الوليدة انزلقت بمنهجية تبريرية في إرضاء المجتمع الدولي تحت ذريعة الحاجة والضعف الاقتصادي وعدم القدرة على مواجهة المجتمع الدولي. وتماهت معه بعيداً عن الإسلام وأحكامه وتشريعاته الشاملة مبتغية العزة والقوة عند أعداء الإسلام. قال تعالى:(ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَٰفِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).
ومن المصائب في إرضاء المجتمع الدولي العفو عن الشبيحة و المجرمين من النظام البائد و تصديرهم كشخصيات محترمة ووجهاء فيما يسمى (السلم الأهلي والعدالة الإنتقالية)، وهي مصطلحات فضفاضة رغم ما ارتكبوه من جرائم قتل وتعذيب ونهب واغتصاب للحرائر لن تمر على أهل الثورة.
والمصيبة الأكبر على الدولة وأهل الثورة أن يتم دمجهم في أجهزة الحكومة بحجة أنهم أهل خبرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء أو لم يرتكبوا جرائم كبرى وكأنه هناك جرائم كبرى وصغرى في قتل المسلمين واغتصاب أعراضهم وتدمير مدنهم.
ونحذر الحكومة السورية الإنتقالية بأن ما تقوم به من التسامح مع المجرمين و العفو عنهم و مصطلح السلم الأهلي والعدالة الإنتقالية ما هو إلا لتدوير نفايات النظام السابق وتطبيقاً حرفياً للقرار (٢٢٥٤) القاضي بنقل السلطة سلميا وهذا يؤدي إلى تقويض الحكم الحالي ليعود النظام السابق بحلة جديدة يعيد فيها جرائمه من قتل وتدمير و سجن واغتصاب وانتقام من أهل الثورة، فالأمر جد خطير، فاتقوا الله فيما أنتم فيه.
قال تعالى :( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ).

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى عتيق