صورة واتساب بتاريخ 1446 12 19 في 11.01.57 e68d9b7f

 

 



في ظل استمرار السلطة الحالية لدمشق بتوزيع صكوك العفو عن كبار المجرمين منذ سقوط نظام البائد وإبقائها على الثوار والمجاهدين في سجون إدلب تستمر عمليات الإستفزاز لأهل الثورة ، وما حصل في الآونة الأخيرة وما لخصه مؤتمر السلم الأهلي الذي أقيم يوم الثلاثاء في العاشر من يونيو 2025 حيث ترأسه حسن صوفان عضو لجنة السلم الأهلي ونور الدين البابا المتحدث باسم وزارة الداخلية ، فكان عبارةً عن إبِر تخديرٍ منتهيةِ الصلاحية ، فما تم الحديث عنه هو ذرائع ومبررات لإطلاق سراح المجرمين والضباط للحفاظ على السلم الأهلي ريثما يتسنّى لحكومة دمشق أن تطبّق العدالة الإنتقالية ، معتقدين بذلك أن يخففوا غضب أهل الدماء والتضحيات الذين لاقوا ما لاقوه من إجرام النظام على مدى سنوات .
وهذا والله ما هو إلا تلاعب بمشاعر من قدّم وضحّى وبذل الدماء والمال والأنفس في سبيل تحكيم شرع الله ومحاسبة كل المجرمين ، واستهانة بدماء الشهداء واستفزازٌ لذويهم وخطوة خطيرة في تقديم اوراق اعتمادٍ يُرضون بها الشرق والغرب.

عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ قال: ﴿من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس؛ ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس﴾. فإن ما يحصل طبيعيٌ نتيجة ابتعاد السلطة الحالية عن تطبيق شرع الله والتزام أمره وسيرها في ركاب الدول وتنفيذ متطلباتها تحت ذريعة درء المفاسد والمصلحة والسياسة الشرعية وما إلى ذلك من مبررات وهذا والله لخطر عظيم ستتوالى به الأخطاء والنكسات وتكون النتائج لا تُحمد عقباها.

لم تقدّم ثورة الشام ما قدّمته لإعادة تدوير نظام وضعي باختلاف شكل الحاكم ، وإنما خرجت لله ولتحكيم شرعه وكانت معيّة الله مرافقة لنا منذ انطلاقتنا وحتى انتصارنا على نظام المخلوع ولذلك لابد أن نكمل ما بدأنا عليه بإرضاء الله سبحانه وتعالى وتطبيق شرعه وإقامة دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة، بهذا وحده يرضى عنّا الله ، وبهذا وحده نكون أصحاب القرار والسلطان ونحاسب كل من أجرم بحقّ ثورتنا في الداخل والخارج أفراداً كانوا أم دولاً تدعمهم وتقف خلفهم ، وفي ذلك النجاة والفوز المبين .

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علي معاز